| |
البابطين نصير الشعر العربي في باريس
|
|
من خلال تنظيم مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري لعقد الدورة العاشرة يستضيف فيها أمير الشعراء العرب والشاعر الفرنسي لامارتين على مائدته في باريس (في الفترة من 31 أكتوبر ولغاية 2 نوفمبر عام 2006م)، يراهن الشيخ عبدالعزيز البابطين للمرة العاشرة على مشروعه الثقافي الرائد، الذي يسدي خدمات مشهودة للأدب العربي أينما كان في العالم ليضيف نجاحا إلى نجاحاته السابقة، ويسد الثغرات التي تركتها مؤسسات وجهات رسمية وعلمية أغفلت دورها في خدمة أدبها وثقافتها.. ويأتي سيل جهده المضاعف للتركيز على نصرة الشعر العربي المنسي، لعله بذلك يعدل هذا الميزان المائل. وينسحب هذا الجهد أيضا على تقديم خدمات جلى للأدب الإنساني الراقي، وهو يقوم في هذا المجال بخطوة جريئة لافتة في زمن تنشط فيه الجهات المشبوهة التي تدق طبول صراع الحضارات والثقافات، ذلك الخطر المحدق الذي يسعى المغرضون من خلاله إلى فتح نوافذ التاريخ والجغرافيا على فوهة بركان الشر القادم، ليتاجروا بآلام البشرية ودمائها، ويشوهوا تراثها وحضارتها، وتراهم يحثون الخطا بهدف نشر ثقافة الشر والعدائية بين الشعوب، لكن البابطين يعود من جديد بكل ثقة وعزيمة صادقة لا تقبل الشك، وحب تؤكده مشروعاته الأدبية المشهودة ليضع المثقف في كل القارات أمام حقيقة يحاول الكثيرون القفز عليها، ألا وهي ثقافة الحوار البناء والتماذج بين إرث الثقافات والحضارات، ليكون جسراً منقذا للبشرية من السقوط في مستنقعات الصراع المدمر الذي كثر دعاته والمنظرون له في الشرق والغرب. دورة (شوقي - لامارتين) هي الرد الأمثل على دعوات المشككين، والفكرة الناجعة في إثبات دعوات المبشرين بغد أفضل لمثقفي العالم الذين يحترمون ثقافة الآخر، ويؤثرون ويتأثرون بمن حولهم وبما يجود به العقل الإنساني في أي مكان وزمان، وبإمكانية تلاقح الأفكار وبناء الثقافة الإنسانية التي تتسع لكل الألوان، دون إقصاء أو إلغاء. تأتي هذه الدورة لأمير الشعراء في بلد الشعر الأوروبي في وقت لم نزل نعيش مشاعر الدهشة والاعجاب، عبر أصداء دورة ابن زيدون المقامة بالأمس في قرطبة بالأندلس، ليثير هذا الرجل الاستثنائي من جديد مشاعر اعجاب مضاعف بتوجهاته البناءة، وجهوده العظيمة من خلال هذه البرامج التي تدهش العالم، وترد أبلغ رد على كل مغرض متشكك، وتثبت قدرة هذا الرجل على العزف على وتر التاريخ والجغرافيا، على طريق إنجاز سيمفونية الإبداع والحب الصادق للتراث الأدبي العرب والإنساني. ها هو شوقي يلتقي في مهرجان متميز مع لامارتين على أرض فرنسا، وفي احتفال شاعري ولقاء حضاري، فماذا ترى ستكون ثمرة هذا اللقاء، وماذا سيقدمان من جديد إلى المثقف والمبدع العالمي، وماذا سيبقى لمروجي الصراعات والداعين إلى التصادم الحتمي بين الحضارات لكي يقولوه، فهم يتجاهلون كيف تكوّن التراث الإنساني وتمازج وتطور عبر العصور والأزمنة. من أعماق قلبي جئت أهنئ مؤسسة عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري على هذه الخطوة الجبارة، التي تضاف إلى خطوات عملاقة سابقة، وهنيئاً لنا بأمثال هذا الأديب العربي الذي يحمل راية خدمة الأدب ويسخر لها الإمكانات الكبيرة بكل كرم وعطاء في زمن يتهاوى فيه رموز.. وتتراجع فيه هيئات كان من الأجدر لها أن تقوم بمثل هذه الخطوة التي نحسب أنها من صميم أدوارها وأعمالها. وكما لمسنا من النتائج التي أفرزتها دورة الأندلس وما فيها من إيجابيات انعكس على شكل مكاسب خدمت اللغة العربية وآدابها، فإننا ننتظر أن تجني المزيد من الخير للغتنا العربية والتراث العالمي من خلال هذه الدورة الجديدة على أرض فرنسا الحرية والحضارة.. والله ولي التوفيق.
محمد بن صالح النعيم راعي إثنينية النعيم الثقافية بالأحساء / المملكة العربية السعودية
|
|
|
| |
|