| |
إبادة الفلسطينيين
|
|
جمعت إسرائيل عسكرها وقررت الخروج من بيت حانون، لكنها مع خروج آخر جندي غفلت راجعة لتقتل المزيد من الفلسطينيين، ولترتفع الحصيلة قبل انقضاء أسبوع المجازر إلى 67 شهيداً، لكنها قررت بعد ساعات من ذلك أن ترفع عدد الشهداء باتجاه المئة، وهكذا عادت في اليوم التالي (صباح أمس) لتقتل 23 فلسطينياً 18 منهم في غزة، وهي تبرهن مرة أخرى على أنها ستظل بمنأى عن أية مساءلة طالما أنها تتمتع بحماية الدول العظمى التي تقدم المبررات لهذه المجازر السافرة، وكان آخر ما سمعته إسرائيل من تطمينات تلك القادمة من أمريكا، إذ قال المسؤولون هناك إن إسرائيل تدافع عن نفسها. ومن الواضح أننا أمام حرب إبادة شاملة لا تحتاج لشهادات من جهات محايدة ولا إلى مفتشين من الأمم المتحدة، فإسرائيل ذاتها لا تجادل في الأرقام ولا في الوسائل البشعة التي تستخدمها في هذه المجازر.. وإذا كانت كل هذه الدماء لا تحرك ساكناً في مجلس الأمن الدولي، فمتى يا تُرى ستتحرك هذه الهيئة الدولية؟ ومن المهم التنبيه إلى أن ما يحدث يمثل بالفعل سوابق على الصعيد الدولي، فإبادة الشعب الفلسطيني بهذه الطريقة المفزعة يؤشر إلى أن القادم هو أسوأ مما يحدث الآن. وسيكون من المؤسف أن يظل العالم ساكناً أمام هذه الفظائع، فالسكوت على ما يجري يعني أن وقائع جديدة على ظهر الأرض ربما تترسخ كأعراف وقوانين، وأن على الإنسانية أن تتقبلها، وأن أول ملامح هذه القوانين والأعراف أن لا مناص من تقبل منطق القوي دون مبررات ودون كثير من الجدل. وإلى أن يبرهن العالم على أنه حي وأنه يرى ويسمع ويتألم، فإنهم هناك في فلسطين سيثبتون قبل أية جهة أخرى أن كل هذه المجازر لا تخيفهم ولن تجعلهم يخضعون أو يتراجعون أمام هذا المنطق المعكوس الذي يجعل من الجلاد حارساً للنظام والأمن. وعلى العالم الذي آثر الصمت أن يظل على حاله كذلك عندما يعمد الفلسطينيون إلى ما لديهم من سلاح ويحاولوا الثأر لإخوتهم، فالدم الفلسطيني لن يتحول إلى ماء.. لكن الواقع علمنا أن أي رد فلسطيني مهما كان حجمه سيصنف في خانة الإرهاب حتى ولو كان ضئيلاً مقارنة مع فداحة الأذى الذي تلحقه إسرائيل بأبناء فلسطين، وحالما يتم تنفيذ عملية فلسطينية، فإن الأصوات ترتفع منددة بما تسميه إرهاباً، لكنها لا ترى في كل هذه المذابح المتواصلة على مدار الأسبوع سوى دفاع إسرائيلي عن النفس، كما رددت الولايات المتحدة أكثر من مرة في أسبوع المذابح الإسرائيلية الأخير.
|
|
|
| |
|