| |
رأي وتعليق
|
|
هل نحن شعب يبلغ المليار مثل الهند والصين لكي نجعل بناتنا يشتغلن خياطات يا نورة؟ وزارة العمل تحاول تطبيق السعودة بالعشوائية وعدم التفكير في طبيعة سكان هذه البلاد! المفروض على وزارة العمل توظيف الشباب العاطل أولاً: أين حملة التوظيف التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين -أطال الله في عمره- لم تسفر عن شيء بل زاد معدل البطالة. وكذلك لماذا يضعون اختبار قياس لطالب الثانوية العامة. والله إنه تحطيم المواهب وقتلها. ونحن في السعودية مواهبنا مدفونة ولا نجد من يصقلها وينميها حتى ألعاب القوى عندنا مدفونة. أنا أعمل في شركة براتب 2500 هل هذا الراتب كافٍ للزواج والفواتير وإيجار الشقة؟! بصراحة شيء محزن للغاية. الشركات عندنا دخلها بالملايين شهرياً والسعودي يعطى راتباً متدنياً، وإذا جاء السعودي للتقدم إلى وظيفة في شركة يقولون له أذهب لبيتكم وخذ ألف ريال شهرياً من أجل التستر من وزارة العمل؟!. وفي مقالك الذي قرأته كتبتِ: (أين التقدم الذي حققته الفتاة السعودية في هذا المجال؟). وأنا أقول لا يوجد تقدم أبداً، نحن نتأخر كيف تريدين الفتاة التي تعبت في دراستها واشترت من مالها وتحملت الخسائر المادية خصوصاً قسم الاقتصاد المنزلي بكليات التربية أو غيرها أن تعمل خياطة؟ لماذا لا تقترحين اقتراحات مفيدة تبقي ماء الوجه؟ مثلاً بناء سوق للذهب بإدارة نسائية في محلات نسائية، وتكوين معاهد للتعليم ببيع الذهب بخصوصية تامة للفتاة بدلاً من مقابلة الرجال في سوق الذهب. والله راح تنجح الفكرة لأن وقت دوام محلات الذهب جيد ويناسب الفتاة في بلادنا وراتبها جيد يكفي الفتاة بدلاً من استحقار الفتاة بإعطائها راتباً متدنياً. هذه بنت البلد وليست خادمة منزلية يا وزارة دفن المواهب! هذه مقتطفات من رسالة (القارئ عبد المحسن) عقب بها على مقالتي المنشورة بتاريخ 8 شوال 1427 بعنوان (قتل المواهب النسائية)؛ ولأن هذه الرسالة معبرة عن مشكلات الشباب، اخترت أغلبها للنشر من دون تعليق مني، فهي تتحدث عن نفسها. وسأعلق فقط على الجزء المتعلق بموضوع مقالتي السابقة، فالعمل في مهنة الخياطة عمل شريف يتطلب الجدية، والرغبة من الفتاة السعودية وليس فيه إراقة لماء الوجه.كما يتطلب لفتة جادة من وزارة العمل، ودعم المشاريع الصغيرة، والقضاء على المعوقات التي تتسبب في فشل المشاريع الصغيرة المتجهة لهذا المجال، وعلى رأس تلك المعوقات وجود هذا الكم الكبير من (محلات الخياطة النسائية التي يعمل بها رجال).فكما ذكر قارئي العزيز (عبد المحسن) (يجب الالتفات إلى طبيعة سكان هذه البلاد)، فالفتاة تبحث عن العمل لا لمجرد الاكتفاء الذاتي وتوفير لقمة العيش، بل إن هذا الأمر ليس أساسياً في أغلب الحالات، ولكن تحقيق الذات، وملء وقت الفراغ بعمل مفيد منتج يعود بالنفع عليها وعلى مجتمعها.
نورة آل عمران
nora-al3mran@maktoob.com |
|
|
| |
|