| |
د. النجيمي معقباً على آل حسان وحسين: لم نسمع عن امرأة سياسية حلت أزمة عالمية ..ومَنْ وقف في طريق المرأة المحجبة في رقي مجتمعها؟!
|
|
قرأت مقالاً في صحيفة الجزيرة يوم الأربعاء 10 شوال 1427هـ للدكتور محسن الشيخ آل حسان بعنوان: (المرأة السعودية وإنجازات عالمية)، وأيضاً قرأت في الصحيفة نفسها بالتاريخ نفسه والعدد نفسه مقالاً لحسين علي حسين بعنوان: (إعلام جديد). أما المقال الأول فقد امتدح الدكتور محسن فريال مصري التي تحمل الجنسية الأمريكية الآن، إلا أنها من أصول سعودية عربية إسلامية، وتستعد لدخول الانتخابات الأمريكية عن ولاية كاليفورنيا في مجلس النواب، وأنها تفتخر أنها من مواليد مكة المكرمة وأن والدها كان يعمل مطوفاً، وهي ناشطة عربية مسلمة اختارت مناهضة الحرب في العراق بقوة وتنتمي إلى الحزب الديمقراطي، ثم تابع كلامه إلى أن قال: وإذا نجحت فريال مصري بالفوز بالمقعد الذي تحلم به في برلمان أهم ولايات أمريكا ستكون على مستوى العالم كله أول سيدة سعودية المولد تنتخب لمنصب سياسي خارج بلدها، وبهذا ستكون المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً أول المهنئين بهذا الإنجاز السعودي للمرأة السعودية بصورة عامة)أ.هـ كلامه. أقول للدكتور محسن: هذا من العجب والمغالطة، فما الدور الذي أنجزته المرأة في المؤتمرات والبرلمانات الدولية، لم نسمع عن امرأة سياسية حلت أزمة عالمية أو كانت سبباً في نهضة أمة أو تقدمها للرقي المزعوم الذي تكثرون الكلام عنه وليس هذا من عيوب المرأة، لكن لها دور آخر قيادي يتناسب مع ما جبلت عليه، وهو دور النشأة والتربية وإعداد الرجال ومحاضن الأبطال حتى تخرجوا للدنيا رجالاً يغيرون ويصلحون. وكما قيل: وراء كل عظيم امرأة، ومن كانت أكثر نصرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها المرأة العظيمة المثالية التي لم نرَ لأحد منكم تعظيماً لجهودها أبداً، بل تعظمون من يتنكب للحجاب ولثوابت الدين.. فما الرقي والتقدم في امرأة تخرج للدنيا من دون حجابها؟ ما النصر في هذا وما الإنجاز؟ هل الإنجاز عندكم هو نزع الحجاب والدخول في البرلمانات؟ ومع هذا تقرر حقيقة نؤمن بها عقيدة وشريعة، وهي أنها عاصية بتركها للحجاب، لكن هي مسلمة.. الله أعلم بباطنها لكن نحملها على الظاهر والله يتولى السرائر. أما قولك: (إذن علينا أن نحارب كل مسلم يحاول أن يسيء لهذه المرأة التي هي ليست فقط نصفها - الحلو - إنما هي حياتنا الكاملة... ولا بد أن أنتقد وبشدة أولئك الذين وصفوا أمهاتهم وبناتهم بكثير من النعوت والأوصاف المسيئة لها). أقول: إن كانت هذه الإساءات من غير المسلمين، فلا شأن لنا بها فليس بعد الكفر ذنب، وإن كانت من مسلمين، فلا بد أن نبين ما المقصود بالإساءة؟ هل الإنكار على غير المتحجبات يعد إساءة، وهل منع المرأة من الاختلاط إساءة؟ ثم نقول: إذا انتخبت فَسَتُنْتَخَب كامرأة أمريكية لا علاقة لها بالسعودية. وإذا قلت هي ضد الحرب في العراق، فكثير من الأمريكيين ضد الحرب في العراق، ولا تنسَ أنها عضو في الحزب الديمقراطي، ومثلهم في الحزب الجمهوري، فيتغير الأشخاص والسياسات باقية، ثم إنك ذكرت في مقالك أنها شاركت في المنتدى الدولي الاقتصادي الذي أقيم في جدة عام 2005 جنباً إلى جنب مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت ورئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي السابق بريجنسكي، إذن هي من الوفد الأمريكي ويا ليتها عادت إلى أصولية المكية، فوالدها كما ذكرت كان مطوفاً، ولا أعتقد أن والدها لو كان حياً سيرضى لها هذا الموقع وبهذا الشكل، فهل الدكتور محسن يفتخر بهذا الشكل وهو الموقع؟! أما مقالة الأستاذ حسين علي حسين فَلِي عليها ملاحظات كثيرة من أهمها: 1- أنه ذكر أننا قبل عامين لم تكن لدينا حرية في نشر كل ما يكتب وأن يد الرقيب كانت لها بالمرصاد، فنقول: إن كان ما يُمْنَع يمس ثوابت الدين والدولة، فيجب أن يستمر حفظ ثوابت الدين والدولة من كل قالة ومن العبث بها. 2- أنه قال: (ومع ذلك فإن هناك من يقف في طريقها - النقلة الإعلامية التي قام بها معالي الأستاذ إياد مدني - بحجة الدفاع عن الفضيلة والمرأة مع أن بعض هؤلاء الذين يتباكون على المرأة السعودية المذيعة التي تخرج في كامل حجابها، يحجون الآن لقنوات هز الوسط بحجة هداية من فيها أو هداية مشاهديها، وكان الله في عونها وعونهم). أقول: من الذي وقف في طريق المرأة المتحجبة المحتشمة التي تسهم في رقي مجتمعها أُمَّاً ومربية في المقام الأول ومعلمة وطبيبة للنساء في المقام الثاني ومساهمة في الأعمال التي تناسب وضعها دون اختلاط وتزاحم مع الرجال، اللهم إذا كان الأستاذ حسين يرى أن اختلاط المرأة بالأجانب لا يناقض الفضيلة ويسهم في رقي المجتمع فهذا أمر آخر، ثم إن الأستاذ يقول: تخرج في كامل حجابها وأقول له هذا ليس صحيحاً من كثير منهن بل يخرجن بملابس تكشف وتحدد بعد أجسادهن وزينتها الظاهرة من مكياج وخلافه.. فهل هذا عند الأستاذ حسين من التقدم والرقي.. ولو طلبنا بمنع هذا هل هذا وقوف في وجه المرأة؟ وما الفائدة من خروجها بزينتها وبجسمها المحدد؟ فأما الوجه واليدان ففيه خلاف مع أن المفتى به خلاف ذلك، وهو وجوب تغطية الوجه.. وما المانع من خروج المرأة المنتقبة لتحدث النساء ما هو التخلف في ذلك؟! وأما اتهام الأستاذ حسين بعض الدعاة يحجون لقنوات هز الوسط... أقول: ألم يسبق في كلامك قبل قليل حديثك عن الحرية ونشر ما كان ممنوعاً.. فلماذا تمنعون هذا عمن أراد الإصلاح وتنكرون عليه المعالجة لصالح الأمة؟ ثم هل اطلعت على ما في قلوبهم؟ ولماذا لا يكون هدفهم الإصلاح؟ 3- ثم قال: إن بلداً في حجم بلدنا وهو قبلة العالم دينياً وسياسياً.. أقول: نعم، المملكة قبلة العالم كما ذكرت دينياً وهي كذلك ولم تصل لهذا إلا بتمسك ولاة أمورها بالكتاب والسنة وكذا شعبها وبمنهج السلف الصالح وبلزوم المرأة ما أمرها الله بها، ولن تكون قبلة عندما تكون المرأة فيها كالمرأة في بعض البلدان الأخرى. وإني أنصح الأستاذين بالإنصاف والعدل وأن يعلما - وهما يعلمان ذلك - أن سبب عز هذا البلد هو التزامه بالدين، فعلى وسائل الإعلام في المملكة مسموعة ومرئية ومقروءة أن تلتزم بهذا.
د. محمد بن يحيى النجيمي أكاديمي وكاتب سعودي
|
|
|
| |
|