هداف المنتخب والهلال النجم الجماهيري ياسر القحطاني في حديث مختلف لـ( الجزيرة )
قلبي وعقلي قاداني للهلال

* حوار - أحمد العجلان:
* تصوير - عبدالرحيم نعيم:
الجزء الأول
في دورة الخليج في الكويت كانت الأمور تتجه إلى غير ما يشتهيه السعوديون فيلتفت المدرب الهولندي فاندرليم إلى مقاعد الاحتياط ليستعين بابن الـ 18 ربيعاً في وقت الحسم ليسجل في المباريات الحاسمة أهدافاً حاسمة أعادت كأس الخليج للرياض.
وحين تبارى الهلال والاتحاد على الفوز بالكاسر الآسر ياسر كان كل الوسط الرياضي يتابع القضية بتفاصيلها ففاز الهلال بياسر الذي ساهم مع فريقه بالفوز ببطولتين في أول موسم له مع عشقه القديم.. نجم النجوم الجماهيري ياسر كان بارعاً وذكياً ولماحاً في إجاباته كما في مراوغاته واختراقاته وتسديداته، فإلى اللقاء المثير مع النجم الخطير ياسر بن سعيد القحطاني.
* سنبدأ معك منذ بدايتك مع الهلال، منذ متى بدأ الهلال في مفاوضتك؟
- كان ذلك منذ عام 1422هـ، حيث كان هناك اتصال قوي بيني وبين سمو الأمير بندر بن محمد وكدنا أن ننتهي، ولكن ما أفسد المفاوضات هو نظام عدم الانتقال الحر سوى لمن هم فوق 28 سنة، وبعد ذلك لم تتجدد المفاوضات إلا في المرة الأخيرة، وكانت عن طريق الأمير محمد بن فيصل قبل أن يتسلّم رئاسة النادي وكان ذلك بشكل ودي ولكن بعد أن تسلّم سموه رئاسة الهلال دخلت المفاوضات الجادة وانتهى الأمر بانتقالي للهلال.
* دخل الهلال والاتحاد في تنافس مثير وقوي لضمك لفريقيهما، كيف كان وضعك النفسي وأنت حديث الساعة في المجتمع الرياضي؟
- كنت في إجازة بالقاهرة ولم يكن بودي أن تكون الأمور في التنافس للحصول على خدماتي بهذا الشكل القوي، وكانت إدارة القادسية مصرة على انتقالي للاتحاد، وللأمانة كان من حق القادسية هذا الإصرار، لأن مبلغ الاتحاد حسب ما أعلم كان أعلى وفي نفس الوقت لو انتقلت للاتحاد حسب رأي إدارة القادسية سأكون قد انتقلت لناد كبير وأفضل من القادسية ولكن أنا رغبتي كانت في الهلال ومصلحتي فيه، ومع أن إدارة القادسية لامتني في هذا القرار إلا أنني الآن أشعر ولله الحمد أنني اتخذت القرار الصحيح.
* سمعنا عن اجتماع دار بينك وبين منصور البلوي في القاهرة وفي نفس الفندق الذي تسكن به من أجل نقلك للاتحاد وكان الأمر لا يحتاج سوى موافقتك وتوقيعك.. ماذا عن هذا الأمر؟
- بالفعل حصل لقاء بيني وبين البلوي الذي أوجه له التحية من خلال (الجزيرة)، وكان هناك عرض من البلوي لانتقالي للاتحاد، وما جعل الناس تثير حول هذا الموضوع أن الاجتماع كان في عز المفاوضات الهلالية الاتحادية، وللمعلومية فقد سبق أن اجتمعت بالبلوي في فندق الفوسيزن بالرياض قبل أن يفاوضني الهلال وكان آنذاك مفاوضات من ناديي الأهلي والاتحاد وكذلك سبق أن اجتمعت بالأمير محمد بن فيصل قبل أن يرأس الهلال في مكتب هاتريك مع الأستاذ تركي المقيرن وكان ذلك اجتماعاً حبياً ليس له علاقة بانتقالي وتفاجأ سموه خلال ذلك الاجتماع بميولي الهلالية وكان ذلك الاجتماع نواة انتقالي للهلال ولكن كل هذه الاجتماعات كانت مجرد اجتماعات وليست حاسمة.
* في انتقالك للهلال ضحيت بمبالغ مالية مقابل اللعب للفريق الذي تحبه.. هل تعتقد أنك وجهت رسالة للبعض دون أن تقصد؟
- لا، أنا اخترت مصلحتي باللعب للهلال ولكن قد تكون من تقصدهم هم الذين انتقلوا من الهلال لأندية أخرى فهؤلاء قد تكون مصالحهم هناك أو أن أجواء الهلال لا تناسبهم أو أن الأندية التي انتقلوا إليها تناسبهم أكثر، عموماً أحياناً النادي نفسه يعير اللاعبين لأندية أخرى حتى لا يتوقف اللاعب عن لعب الكرة ومثل هذه الأمور تخضع لقياسات عديدة.
* هل خسر ياسر الاتحاديين بمجرد أنه فضَّل نادي الهلال عليهم؟
- أعتقد أن من يفكر هكذا بأن يكرهني لمجرد أنني لم أنتقل لناديه، فهذا جاهل وليس مشجعاً رياضياً، وهو إذا كان يحب ناديه فأنا كذلك أحب الهلال ومصلحتي في الهلال، ومهما كان أنا مواطن سعودي أخدم بلدي من خلال النادي والمنتخب، وعلى من يفكر بهذه الطريقة أن يكون أكثر هدوءاً في التعاطي مع الأحداث التي تحدث حول ناديه.
* بعد إحدى المباريات للاتحاد صرح منصور البلوي حول انتقالك للاتحاد ودخول الهلال كمفاوض آخر بأنه يستطيع بأمواله أن يجلب أي لاعب للاتحاد.. يقول البعض إن هذا هو السبب الرئيسي لعدم قبولك عرض الاتحاد كنوع من رد الفعل على هذا التصريح والحفاظ على كرامتك؟
- أنا ما أرضى مثل هذا الكلام. وأنا مهما كان ولد ناس وبخير ونعمة. ولكن قد يكون ما يقصده الأستاذ منصور البلوي هو أن سياسة الاتحاد أنه يستطيع جلب اللاعبين بهذه الطريقة، ولكن الإعلام غيَّر من معنى كلامه، وهذا الكلام لم أغضب منه وأنا أثق في نفسي وأعرف قدراتي ولم أغضب لأني أعرف ماذا كان يقصد البلوي، والكلام الذي قاله البلوي إذا كان بمعناه الظاهر فهو مرفوض وغير لائق.
* المؤشرات تؤكِّد أنك نجحت في الهلال، هل كنت تعتقد أنك ستنجح بهذه السهولة؟
- أنا حتى الآن لا أعتبر نفسي نجحت مع الهلال على الرغم من أني حققت مع الهلال بطولتين في الموسم الماضي ولكن نحن حققنا بطولتين مع الهلال لأنه الهلال لأنه الزعيم وبطولتان مع الهلال في موسم هذا أمر طبيعي لفريق بمكانة الزعيم، ولكن أنا على المستوى الشخصي اعتبر نفسي لم أعمل أي شيء إزاء من وقف معي للانتقال لحلمي الكبير الهلال ابتداءً بالأمير فيصل بن سعود والأمير محمد بن فيصل وكل الهلاليين لأن أمر انتقالي للهلال كان صعباً فالمفاوضات كانت طويلة وأساليب المفاوضات كانت متعددة وكادت أن تتوقف أكثر من مرة ولكن الحمد لله حسمت الأمور وهذه الوقفة الجميلة ليست لها رد هذا أولاً، وثانياً جماهير الهلال الرائعة حقاً فمهما عملت لن أوفيهم حقهم لا هم ولا أعضاء شرف الهلال.
* عندما تسمع من الجماهير بأن مستواك لم يصل للقمة حتى الآن ألا تشعر بالإحباط؟
- بالعكس والله يا أحمد أكون سعيد جداً لأني أعلم أن ثقة هذه الجماهير في كبيرة جداً جداً لذلك هم ينتظرون مني المزيد.
* كم تبقى في عقدك؟
- والله لا أعلم وأتمنى أن يكون عقدي مع الهلال طوال عمري.
* نفهم من هذا أن تجديدك مع الهلال محسوم؟
- من الآن أعلنها عبر (الجزيرة) سأجدد مع الهلال وسأوقع على بياض ولن أتفاوض مع الهلاليين على البقاء في النادي لأن هذا النادي هو حلم الطفولة.
* في مفاوضاتك مع الهلال كان هناك أشخاص دخلوا كأطراف في المفاوضات هم تركي المقيرن، سامي الجابر، غانم القحطاني وعضو إدارة الهلال حسن القحطاني، كيف كانت أدوارهم؟
- تركي المقيرن هو وكيل أعمالي وهو من كان يتحدث باسمي أما سامي الجابر فكان قدوة لي ومثلي الأعلى وأنا سألته يا سامي هل أنتقل للهلال فكانت إجابته واضحة عندما قال لي: ياسر العب للهلال ولا تفكر وقال بأن الهلال مناسب لي وأنني سأجد كل الأجواء المناسبة لتقديم نفسي بشكل مميز، أما غانم القحطاني فهو أحد أقاربي وكان له دور كبير ووسيط ويتابع كل كبيرة وصغيرة ولديه معلومات عن كل الأطراف سواء الهلال أو الاتحاد أو القادسية وكان له دور كبير وأشكره، أما الأستاذ حسن القحطاني فقد كان اتصاله بالوالد أطال الله عمره وحسن من الناس الذين دفعوا الوالد ليتحمس معي لأن أنتقل للهلال لأنه لمس من حسن الصدق والأمانة.
* أثناء ذروة المفاوضات معك طالب الزميل محمد البكر وهو الصوت الإعلامي القوي في المنطقة الشرقية في مقالاته بانتقالك للهلال ولكنه عاد وطالب ببقائك في القادسية، كيف ترى موقفه؟
- أنا أكن للأستاذ القدير محمد البكر كل الحب والتقدير وهو من الناس الذين لهم فضل بعد الله في بروزي لأنه تبنى ياسر وتحدى به، ففي مقالاته كان يوجهني ويشيد بي إذا برزت وينتقدني في الحالة الأخرى، والبكر كان يطالب بنقلي للهلال عندما كان انتقالي للهلال في مصلحتي ولكن بعد المفاوضات الطويلة بين القادسية والهلال والاتحاد رأى البكر أن ذلك سيشتنني فطالب ببقائي في القادسية، وأنا من (الجزيرة) أبعث له تحية وأقول إنني مقصر مع أبو أريج رغم أنني حاولت الاتصال به أكثر من مرة ولكن جواله مغلق.
* ياسر: كيف كان تعامل الإعلام معك قبل انتقالك للهلال وبعد انتقالك؟
- قبل انتقالي، الإعلام لم يكن معي ولا ضدي وكان يتعامل معي بواقعية، فإذا أحسنت أحسنوا والعكس صحيح، أما الآن فقد انقسم الإعلام حولي. فالقسم الأول يبرزني ويعدني نجماً مهماً في الهلال والمنتخب وينقدني إذا كنت استحق النقد، أما القسم الثاني فهم ضدي على طول سواء أحسنت أم لا.
* القسم الثاني من الإعلاميين.. ألا يضايقك؟
- والله الكثير من الجماهير يسألونني نفس السؤال، فهم يحدثوني عن بعض الصحافيين الذين ينتقدونني باستمرار، وأنا أقول الحمد لله أن هناك أناساً رزقهم وأكل عيالهم على حسابي من خلال ما يطرحونه من خلال صحفهم وهؤلاء ناس أنا لي فضل عليهم والحمد لله أن صاحب الفضل يده هي العليا دائماً، وعموماً أنا مؤمن بالدعاء الذي يقول: (رب ارزقني وارزق مني) فهم يسترزقون من خلال نقدهم المستمر والانتقائي لي.
* قبل مجيئك للهلال.. كنت محباً للنادي وتسمع عنه الكثير، الآن بعد أن أصبحت أحد لاعبيه. كيف هو الهلال ؟
- قبل مجيئي للهلال كانوا يقولون لنا إن الهلال فريق محظوظ ويساعده التحكيم ولكن بعد أن دخلت النادي وجدت بعض الأشياء الجميلة جداً، ففي كل فرض صلاة تجد 40 لاعباً يؤدون الصلاة في وقتها حتى لو كانت تعارض وقت التمرين، والشيء الثاني هو أنه بعد كل صرف مكافأة أو راتب هناك صندوق تبرعات تجده ما شاء الله تبارك الله ممتلئاً بتبرعات اللاعبين، فهذا الخير الذي يعيشه الهلال وفريق كرة القدم كشف لي أحد أهم أسرار نجاح (الزعيم)، فكما يقال كن قريباً من الله يكن الله قريباً منك؟ لذلك تجد الهلال يفوز وهو أحياناً في وضع سيئ بسبب إصابات وغيرها، وهناك أمر آخر أن اللاعبين على قلب واحد، فلم أشاهد في حياتي أن فريقاً واحداً يجتمع لاعبوه وإداريوه في مكان واحد بشكل غير رسمي إلا عندما جئت للهلال، هذا من ناحية، أما من ناحية التحكيم، فأنا وخلال مسيرتي مع القادسية والمنتخب والتي تفوق مسيرتي مع الهلال لم أتعرض لظلم تحكيمي مثل ما تعرضت له مع الهلال، فالحكام بصراحة أغفلوا لي ولزملائي الكثير مما كان من المفترض أن نحصل عليه من ضربات جزاء أو أخطاء وكأنهم يريدون أن يتحدوا الهلال ويهزموه.
* من هو اللاعب الذي تتمنى أن تصل لمستواه؟
- هناك لاعب أتمنى أن أصل لمستواه ولاعب أحبه، وأنا أتمنى أن أكون ياسر الذي يشق طريقه بنفسه وبأسلوبه، ولكن أنا أمام عيوني أمثلة، فالإنسان عندما يريد أن يشيد مبنىً يشاهد أولاً المعالم التي أمامه في مدينته التي يسكن بها ويتخذ من هذه المعالم قدوة له في البناء والرسم، وأنا أمامي مثال وصورة جميلة في لاعبي كرة القدم في الشرق الأوسط والمثال الذي أشاهده هو سامي الجابر برسمه البياني كبدايات وبروز وذروة ونضج وتاريخ كامل وأنا أمشي على المخطط ذاته، فسامي لاعب عظيم جداً وأنا أتمنى أن أوفق في رسم تاريخ مثل تاريخ (أبو عبد الله).
* هل سترتدي الرقم 9 عندما يعتزل سامي الجابر؟
- والله الرقم 9 كبير، وأنا أعتقد أن الرقم 9 خلاص راح علينا بعد أن أشبعه سامي إبداعاً وشهرة، لذلك لماذا لا نبحث عن رقم آخر، فبدل من أن نتردد على نفس الرقم علينا أن نصنع أرقاماً أخرى، فبعد 9 لماذا لا يبرز الرقم 20 و30 وغيرهما فأنا أعتقد أن الرقم 9 حقق إنجازات كبيرة، فإذا أنا أو غيري حقق إنجازات بحجم الرقم 9 فبيّض الله وجيهنا ولكن إذا كنا لا نستطيع ذلك فلنحفظ لهذا الرقم الجميل مكانته.
غداً بقية الاثارة مع حديث ياسر