| |
إجازة يوم واحد لا تكفي
|
|
أطالع ما تكتبه الجزيرة عن المعلمات وتعقيباً على ذلك أقول: تضطلع الرئاسة العامة لتعليم البنات بدور حيوي مهم هو إعداد أمهات المستقبل ومربيات الأجيال، ولا شك أن مسؤولية الرئاسة تجاه هذا الأمر مسؤولية عظيمة وكبيرة تتطلب الشيء الكثير من الجهد والمتابعة. ولا يُخفى الدور الكبير الذي تلعبه الرئاسة في سبيل توفير الراحة النفسية للمعلمات من خلال تحقيق رغباتهن قدر الإمكان وذلك بوضعهن في الأماكن اللاتي يرغبنها من أجل أن يعطين ويبذلن من خلال توفير الأجواء المناسبة لهن، إلا أن الرئاسة تواجه مشكلة كبيرة تتمثل في كثرة غياب المعلمات عن المدرسة لظروفٍ شتى ليس المجال هنا لتعدادها. وفي سبيل القضاء على مشكلة الغياب هذه وجهت مديرات المدارس إلى عدم قبول أي تقريرٍ طبي من أي مركز أهلي إلا في حدود يوم واحد فقط. وهنا يحق لنا أن نتساءل هل يمكن تحديد المرضى بيوم واحد فقط؟ ولعلي أجد العذر للرئاسة في هذا التشدد الذي والحق يقال كانت ضحيته بعض مربيات الأجيال اللاتي يحاولن بكل ما أوتين من قوة أن يتغلبن على ظروفهن ومشاكلهن الأسرية ليس خوفاً من خصم حاشا وكلا ولا حرصاً على راتب وإنما الحرص على من تحت أيديهن من بناتنا وحتى لا يتأثر سير المنهج أو تبقى الطالبات دون أن ينلن حظهن من التعلم بسبب غيابها. ولا شك أن ما دفع الرئاسة للتشدد في موضوع قبول الإجازة وتضييق طرق الحصول عليها هو تساهل وإهمال بعض المعلمات وبعض المراكز الطبية في إعطاء الإجازات، وهذا لا شك أن له آثاره السلبية على المعلمات فبالله عليكم كيف نتصور من معلمة مخلصة ومثابرة ومواظبة على الحضور أن تستمر على نفس هذا العطاء والحماس والتوهج وهي بمجرد أن تحتاج لإجازة لظرف لا تستطيع معه الحضور تجد الأبواب أمامها موصدة. وهنا أقترحُ أن يوضع لكل معلمة ملف خاص كسيرة ذاتية لهذه المعلمة يتابع من قِبل المشرفة المتابعة والمديرة، يحكم من خلاله على المعلمة وصراعاتها، والأهم من ذلك على المعلمة أن تراعي وتراقب الله في هذا الأمر. وأخيراً علينا التسليم أن المعلمة أم ولديها أبناء يمرضون وكذلك هي عرضة للأمراض فلا نطلب منها المستحيل.
سند العامر
|
|
|
| |
|