| |
صدام في المعادلة الأمريكية
|
|
حدثان في غاية الأهمية، سواء في الساحة العراقية أو على مستوى العالم، ففي الأمس حكم على صدام حسين بالإعدام شنقاً، وهذا الحكم له بعد سياسي وأمني، وغداً الثلاثاء الانتخابات التشريعية الأمريكية، ونتائج هذه الانتخابات تهم، ليس أمريكا فقط وإنما العالم كله، كون القرارات التي سيصدرها الكونجرس الجديد ستؤثر في المجتمع الدولي. وما من شكٍ في أن الحكم على صدام سيؤثر بطريقة أو بأخرى في سير انتخابات الكونجرس، ولا سيما بالنسبة للحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس بوش. فالحزب الجمهوري المسيطر على السلطتين التنفيذية والتشريعية، يبحث عن كل ما من شأنه أن يعزز أسهمه ويستميل الناخب الأمريكي لجانبه وخصوصاً أن الحرب في العراق التي طال أمدها قد أثرت سلباً في شعبية بوش وشعبية حاشيته من المحافظين الجدد، وتهدد بانتقال أغلبية الكونجرس لصالح الديمقراطيين. وبالتالي فإن بوش وحزبه الجمهوري يبحثون عن كل ما يخدم حملتهم الانتخابية، والحكم على صدام وأخيه برزان التكريتي بالإعدام فضلاً عن الأحكام الأخرى في حق بقية المتهمين سيعتبر انتصاراً سياسياً لبوش الذي سيسعى إلى استخدام هذه الورقة جيداً كحجة على قدرته على محاكمة من يعتبرهم خطراً على الشعوب. وإذا ما ساهم هذا الحكم في بقاء الجمهوريين أغلبية في الكونجرس فإن الأوضاع في العراق والعالم قد تظل باقية كما هي وفق الخطط التي يضعها المحافظون الجدد. وهذا ما لا يريده الأمريكيون المستاءون من سياسة بوش الخارجية الذين يريدون إنهاء احتلال العراق في أسرع وقتٍ، وعودة الجنود إلى وطنهم وأسرهم، قبل أن تُزهق أرواح المزيد منهم، وخصوصاً أن أكثر من مائة جندي أمريكي قد لقي مصرعه في العراق في شهر أكتوبر الماضي فقط. أما على الساحة العراقية، فإن الحكم على صدام قد يزيد من وتيرة العنف وبشكلٍ متسارع، وبالتالي يقع العراقيون في منزلق جديد وخطير، ولذلك قامت الحكومة العراقية الحالية باستنفار أمني شديد وحظرت التجول في بعض المحافظات تحسباً لوقوع هجمات كرد فعلٍ على الحكم وخصوصاً أن ردود أفعال بعض السياسيين العراقيين والأمريكيين المرحبة بالحكم قد أثارت كثيراً حفيظة المتعاطفين مع صدام، وقد اندلعت مظاهرات في تكريت فور سماع النطق بالحكم، وربما تكون هذه الشرارة الأولى لأحداث عنف رهيبة في قابل الأيام.
|
|
|
| |
|