| |
على عتبات العرين ؟! رشا بنت عبد الله بن عبد العزيز الزيد(*)
|
وانهار من غضب الأسود كياني |
لم أرتضِ وصفاً لهم يا ويحهُم |
أُلجمتُ ذلاً ضاع منه بياني |
قد قُيِّدت أوزان شعري رهبةً |
قلمي يئنُّ من المصابِ وصفحتي |
كنتُ الغريقةَ في بحورِ قصائدي |
بحري يقاتل كلَّ من أغواني |
بحري يقوم على الدموعِ يزيلها |
بحري تعاظمَ موجهُ متعالياً |
ليبيدَ ظلماً قاصداً إخواني |
رسموا كلاماًً كالسيوف تعاني |
لا تبتغي إلا الخلود بعزةٍ |
والغمدُ تُنعتهُ بشرِّ مكاني |
تسري كبرقِ النارِ يبُصر ضوءَه |
من كان في لحدِ القبورِ الفاني |
وحبيبُ سلمى صانَ في أبياته |
معنى المعيشةِ بالعفاف كفاني |
لمعتْ بليلٍ مظلمِ الأركانِ |
فهدى به قوماً إلى الإيمانِ |
ركبَ التغيُّرِ للمجالِ الداني |
نهضتْ قصائدهم كبحرٍ هائجٍ |
فعلَو بسبكٍ رائقٍ فنَّانِ |
حتى سما قومٌ بفعلِ قصائدٍ |
وبها أناسٌ قد تحطّم شأنهـم |
حتى غدوا مَثَلاً على الأزمانِ |
سبحان ربي ألهم الشعرَ الذي |
يشفي السقيمَ برائقِ الألحانِ |
للدينِ إن حملَ القصيدُ معاني |
تلك الأسودُ بَنَتْ عظيمَ بنايةٍ |
فتعاظمَ الأسلافُ بالبنيانِ |
لكنَّ قومي في زماني راقهمْ |
ذاك التطورُ صاحبُ الألوانِ |
فنسوه فخراً قد بنينا مجده |
لم نكترثْ لمعالمِ النسيانِ |
قد أمسكوا بيد الحداثة فاعتلى |
عبثٌ يروقُ مسامعَ الصبيانِ |
فتحولتْ شمسُ القصيدِ منارةً |
ظلماءَ زارتها كسورُ الجاني |
وبدتْ هي الفصحى تعيشُ بغربةٍ |
شوهاءَ تسكنُ في الكتابِ الفاني |
إن قام صاحبها يُبينُ بها ترى |
جهلاً يُحوّلُ وقتهم لثواني! |
ما الخطب إني بالحقيقة جاهلٌ |
هل ذنب قومي أم بذنب لساني |
أشكو سؤالي قرب أُسْد جاءني |
منها العويلُ وقبضةٌ تهواني |
فانظر لحال الأُسْد يعلو صوتها: |
هل في زمانكمُ قليلُ حنانِ؟! |
أم أنكم خلتمْ شعوراً آخراً |
لقصيدكم مع زمرةِ الفتَّانِ |
أم أنها تلك الحياة تغيَّرت |
فتبدلتْ من بعد رفعةِ شانِ |
أين البليغُ بحضرةِ الأُسْد التي |
في شعرها عاشتْ معيشةَ هاني |
خلّو سبيلَ قصائدٍ توَّاقةٍ |
عرفت طريقَ الحسِّ للأذهانِ |
خلّو سبيل قصائدٍ وصلتْ إلى |
أيدي الأسودِ فزمجرتْ لتراني |
فشرعتُ حرَّى أستبيح مقالةً |
حتى أتى هذا القصيدُ العاني |
* قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
alzaid_r@hotmail.com |
|
|
| |
|