| |
الاتصال المباشر بين الراعي والرعية
|
|
الاتصال المباشر بين القائد وشعبه في غاية الأهمية من جميع النواحي السياسية والثقافية والاجتماعية؛ كونه يساعد القائد على تلمّس احتياجات المواطنين بنفسه وتقدير حجمها والأمر بتلبيتها دون إبطاء، كما يساعد المواطنين على إيصال همومهم إلى قائدهم دون حواجز قد تعيق أو تؤخر إيصالها. فالاتصال المباشر بين الراعي والرعية أو ما يسمى سياسة الأبواب المفتوحة تقلص المسافات، وتكسر الحواجز البروتوكولية، وتؤكد المفهوم الحقيقي للقيادة القريبة من شعبها. كما أن الاتصال المباشر بين الحاكم وشعبه يعطي صورة مشرقة عن عمق العلاقات بين الطرفين ومتانتها، ويشيع جواً من الطمأنينة بين المواطنين، ويزرع الثقة في النفوس، وهو ما يساهم في تعزيز الاستقرار. وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله عوّدنا منذ أن كان ولياً للعهد على حرصه المستمر على الاحتكاك المباشر بالمواطنين بمختلف طبقاتهم وألوانهم ومستوياتهم التعليمية والثقافية. وقد أشاعت زيارته الميدانية في الأسواق والأحياء، بما فيها الأحياء القديمة والفقيرة، جواً من الفرحة والبهجة في نفوس المواطنين وثقة كبيرة في القيادة. وعلى الرغم من أن تلك الزيارات تضع أحمالاً إضافية على المسؤولين عن الأمن فإن الملك عبد الله لا يتردد أبداً في التواصل عن قرب بشعبه، وهو ما زاد حبّ المواطنين له. ومن يتابع جولات الملك عبد الله التفقدية لمناطق المملكة يلاحظ تلهّف الحشود لمصافحته والحديث إليه حديث الأبناء البارين لأبيهم الحاني. وفي هذه الأيام التي تشهد زيارة خادم الحرمين الشريفين للمناطق الجنوبية يلاحظ المواطنون في أرجاء المملكة كيف استعدّ أهالي الجنوب للقائد بمختلف عروضهم الفلكلورية التي تؤكد فرحتهم بلقاء مليكهم المحبوب. والمعروف عن القيادة السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز أنها قيادة ممتزجة بشعبها. فما أكثر تلك المناسبات التي يختلط فيها الملك أو ولي عهده بالمواطنين ويتحدث إليهم في الشؤون المختلفة. ويتذكر كل مواطن صورة الملك عبد العزيز وهو يمشي بين رجاله وعامة السعوديين دون تحفظ أو تردد. وبالتالي، لا عجب أن يسير أبناؤه على هذا الدرب؛ لأن أباهم المؤسس قد غرس فيهم هذا التواضع انطلاقاً من مبادئ الإسلام الحنيف الذي يؤكد مثل هذه المفاهيم.
|
|
|
| |
|