| |
جوال على سطح القمر علي عميص
|
|
امسك الجوال بيدك وانظر إليه، اركب جواد المجهول واطلق العنان لخيالك، وعلى تخوم الدهشة اضغط على زر الدخول (إنتر)، أنت الآن في زمن (التقنية)... صور تتراءى لك من كل حدبٍ وصوبٍ، أشكال وأصوات، رنّات وعبارات، جمال وقبح، مشاعر إلكترونية فيها الفرح والأسى، تناقضات متشابكة تلتم بما يشبه الحلم، واختراعات متناثرة تدنيك من مذاق (اللذة) في العلم، كل الغرائب أمام ناظريك، أحلم أم علم؟ أيعقل أن يكون هذا هو الهذيان؟ لا ياعزيزي.. في عالم العلوم كل شيء (واقع)، فلا مستحيل هنا تحت الشمس! حقاً عجيب هو ذاك التطوير الذي بلغته تقنيّة (الجوال) في وقتٍ قياسي، فالذي توصّل -مثلاً- إلى قناعة يستحيل بموجبها إدارة شركاته العملاقة بغير ركيزة الكمبيوتر وشبكة الإنترنت، ربّما صار عليه أن يعد في نفسه العدّة لاستبدال هذا كلّه بأجهزة الجوال التي في طريقها لاختصار الكل في جهاز واحد لا يزيد حجمه على السنتيمترات. والحال هذه ربّما يصير باستطاعة المديرين الكبار - ولو بعد حين- أن يقوموا بمعظم أعمالهم وهم على شاطئ البحر أو في السيارة أو حتى في صالون ما يرتشفون القهوة وذلك بمجرد كونهم يحترفون الضغط على الأزرار.. أجل.. إنه قد تبدّل الزمان وأساطير الأولين وكثير من الحكايات الخياليّة في عصر مضى صارت تروى اليوم اختراعات وحقائق علميّة! وآخر الخيال أوّله.. أسبق أن تصورت نفسك (سوبرمان) تطير في الهواء فوق السحاب وفي يدك هاتف جوال تتحدث من خلاله إلى من تشاء، أو أنك على سطح القمر في جلسة سمر، تهتف عبر جهازك: كيف أنتم سكّان الأرض؟ إنّ كل هذا ليس على (الإبداع) بعزيز.
Omais ali2000@yahoo.com |
|
|
| |
|