احترت كثيراً في الطريقة المثالية لنسج القصيدة الشعبية الحديثة في ظل زيادة طلب الشعر الفكاهي الخفيف هذه الأيام.
شاعران على المنصة أحدهما يتميز بالحكمة والرصانة وبُعد المدى استحوذ على نسبه قليلة من تصفيق الجمهور، وأكاد أجزم أن بعضهم صفّق على سبيل المجاملة.
أما الشاعر الآخر فهو شاعر متمكن ولكنه تمادى بالشعر الفكاهي الأجوف ومع ذلك حاز على تصفيق وصيحات الجمهور الذي غص به المكان.
من هناك سألت نفسي: هل هذا شاعر أم مهرج؟ وما هي الطريقة السليمة لكتابة القصيدة في ظل هذه الظروف الصعبة للساحة الشعبية؟
خطرت ببالي فكرة عن امكانية دمج الشاعرين في شاعر واحد على طريقة شركات الشامبو (اثنين في واحد). نعم (اثنين في واحد) قصيدة واحدة تحتوي على فكاهة لجذب انتباه الناس وعقولهم وتكون في نفس الوقت مطعّمة بجرعات من المعاني السامية والحكم النبيلة التي تحث على مكارم الأخلاق ولكن!! هل كل شاعر يستطيع ان يوفق بين الاثنين؟
من وجهة نظري لا... فهي تحتاج لشاعر بمواصفات خاصة أو بالأحرى مطابق للمواصفات والمقاييس الخاصة لجمهور الشعر الشعبي الحديث.
قد يقول قائل: انني اكتب الشعر لنفسي وليس للجمهور!!
أقول والله المستعان بأنني اتكلم هنا عن الشعر الموجّه للجمهور كشعر المناسبات والنصائح وقضايا المجتمع وليس الشعر الوجداني البحت.
بقي لي أن أشير الى مصادفة عجيبة بين شَعرِ الإنسان وشِعره فيما يتعلق بطريقة (اثنين في واحد) فهي استطاعت ان تقضي على قشرة شعر الإنسان بل وتضيف له بريقاً ولمعاناً، فهل تستطيع ان تقضي على قشور الشِّعر الشعبي؟ وهل تضيف له بريقاً ولمعاناً هو الآخر؟
وقفة: