| |
بشريات الجولة
|
|
البشريات التي تحملها الجولة الحالية التي يقوم بها خادم الحرمين لمناطق الجنوب كثيرة، فهناك مشروعات تتكلف عشرات المليارات من الدولارات وتغطي كافة المجالات، وتشكل في مجملها مؤشرات لنهضة أخرى شاملة، في إطار هذه المرحلة التي تمر بها المملكة والتي يحلو للبعض تسميتها بالطفرة الثانية. غير أن الجولة تأتي في سياقها العام أشمل من كل ذلك، فالوالد عندما يتفقد بيته الكبير يهمه كثيرا تعزيز اللحمة القائمة بين أهله، ومن هنا جاءت أفعال وأقوال خادم الحرمين الشريفين في الساعات القليلة التي أمضاها في نجران مبشرة بذلك من خلال الإفراج عن عدد من السجناء الذين أدينوا بالمشاركة في أحداث المنطقة، وفي التوجيهات الصادرة بهذا الصدد لفتة كريمة تتوافق مع أهمية المناسبة والاحتفاء الكبير بها من قبل أهل المنطقة الذين انتظروا بشغف بالغ الالتقاء براعي هذه النهضة المباركة. وعندما تتزامن كل هذه العطاءات من مشروعات عملاقة ولمسات إنسانية حنونة مع لقاءات مباشرة بين الأب القائد وابنائه فإنها كفيلة بإعطاء دفعة أخرى قوية من التصميم للمضي قدما إلى الأمام في سبيل تحقيق الطموحات الوطنية الكبرى. إن لقاء الأسرة الواحدة الكبيرة بين الحين والآخر أمر مطلوب، ففيه يتم الوقوف على الأوضاع وبث الهموم والتطلعات والاستماع إلى مختلف الرؤى، فضلا عما تتيحه مثل هذه اللقاءات من تعبير عن المشاعر الإنسانية بين القيادة والمواطن، فالأمر لا يتعلق فقط بين حاكم ومحكوم وإنما يتجاوز ذلك إلى طبيعة العلاقة التي تتقوى وفقا لهدي تعاليمنا الإسلامية التي تحث على الانتقال بوشائج الصلات إلى الإطار الاخوي الحميم، وهذا ما يستشعره الجميع في مثل هذه اللقاءات، وفي كل ذلك توثيق وتعزيز للروابط إلى جانب تجديد الولاء والتعهد بالعمل معا من أجل الصالح العام. كما أن الزيارة هي وجه آخر من أوجه نهج الأبواب المفتوحة التي تتيح للجميع التواصل مع ولاة الأمر ، ومع الاستمرار في ذلك فإن حصيلة طيبة تتحقق من جهة الإحاطة بالكثير مما يشغل بال المواطن، لتتبلور في نهاية الأمر صورة واضحة للجوانب التي تستوجب البت فيها، ومن هنا أيضا تتحقق واحدة من طرق الإدارة المثلى لشؤون البلاد والعباد. إن حصيلة اليوم الأول من هذه الجولة الهامة تضعنا أمام ترقب طموح لما هو قادم، فإلى جانب المشروعات التي سيتم الاعلان عنها والتي تناولتها وسائل الإعلام وهي مشروعات مهمة وتؤذن بنقلة تنموية عملاقة، فإن اللقاءات المباشرة تعتبر في حد ذاتها أمر مرغوب وتحظى بقدر كبير من الاهتمام باعتبارها تشكل فرصة أخرى للوقوف على التوجهات الرئيسة في التنمية فضلا عما تتيحه من فرص للتخاطب وتبادل الآراء وغيرها من إيجابيات التواصل المباشر المفتوح.
|
|
|
| |
|