| |
رحمك الله أبا محمد فقد كنت نعم القدوة هناء عبدالله الحنطي - عنيزة
|
|
كثيرا ما نحتاج في هذا الزمان للقدوات الصالحة التي نتربى عليها ويكون لها تأثير على نفوسنا وسيرنا في هذه الحياة.. ولنا مثل عليا وسيرة حسنة في السلف وفي الخلف أيضا رحم الله الجميع.. ومن عاش لنفسه وذاته وشهواته مات ذكره معه.. ومن عاش لربه ودينه ونفع عباده فهو حي وإن كان بين الأموات.. وممن كان له تأثير واضح وثناء حسن في نفوسنا الوالد الفاشل سليمان محمد الشبيلي رحمه الله فقد كان نعم القدوة الطيبة والمواطن الصالح ولا نزكي على الله أحدا وإني هنا في هذا المقام أذكر بعض صفاته ومناقبه لا لمجرد الذكر وحسن الثناء.. ولكن لنأخذ العبرة ونلتمس القدوة في هذا الزمان ولنعلم علم اليقين أنه لن يبقى للعبد إلا الذكر الحسن كما في دعوة إبراهيم عليه السلام {وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ}، كانت وفاة الوالد سليمان الشبيلي رحمه الله صبيحة يوم الأحد 16 رمضان 1427هـ كان رحمه الله واصلا للرحم وكان على صلة بمن كان أصغر منه أو أكبر مجيبا للدعوة لقريب كان أو بعيد لا يتخلف عنها إلا لعذر.. حريصا على عيادة المرضى حتى وهو مريض وكان يتحامل على نفسه ليعود مريضا.. أما الجنائز فقد كان رحمه الله حريصا على حضورها والصلاة عليها.. يؤثر غيره على نفسه ولم تكن الدنيا تعني له شيئا كان رحمه الله متسامحا بعيدا عن المشاحنة والقطيعة.. كان رحمه الله حريصا بالجملة على حقوق المسلم التي جاءت في السنة (حق المسلم على المسلم ست) الحديث.. أما الصلاة فقد كان رحمه الله حريصا عليها أشد الحرص آمرا بها أولاده وأحفاده متابعا لهم ومع شدة مرضه وضعف قواه فلم يترك الصلاة جماعة وأداء صلاة التراويح في مسجد المستشفى وكذلك الصيام إلى قبل وفاته بأربعة أيام.. كان يرقي نفسه بسورة البقرة مرتين يوميا مما كان له الأثر الواضح في نزول السكينة عليه.. كان رحمه الله يقوم بخدمة نفسه مستغنيا عن غيره حتى أقعده المرض.. ذاكرا الله صابرا تعلوه السكينة وكان من عزائنا فيه شدة صبره واحتسابه وعدم شكواه واستسلامه لربه ولما قضاه فيه واختاره له.. لم نسمعه يوما يشتكي أو يتضجر مما مر به من المحن والبلايا في حياته.. حتى قبيل وفاته بساعات كان رحمه الله يودعنا وداع المسافر الذي سيعود قريبا لقوة يقينه.. وقبل وفاته يقرأ عليه أحد أبنائه سورة البقرة ثم يتبعه الآخر بقراءة سورة آل عمران حتى وصل قوله تعالى: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ}، فظل رحمه الله يردد بصوته الضعيف (وتوفنا مع الأبرار) مرتين أو ثلاثا.. وعند اللحظات الأخيرة يرمق أكبر أبنائه متأثرا فيقول له مسليا ومعزيا (قل لا إله إلا الله).. الله أكبر لله درك أبا محمد ورحمك الله رحمة واسعة فقد علمتنا دروسا في الصبر والاحتساب وحسن الخلق والتواضع والإحسان للناس والاشتغال بالنفع المتعدي فلقد كان رحمه الله ساعيا في الإشراف على بناء مسجد الحي وتتبع أحواله إلى ذلك اليوم الذي توفاه الله فيه ضاربا لنا مثلا في ثبات المؤمن وحسن ظنه بربه وتفاؤله به. رحمك الله أبا محمد رحمة واسعة فلم يزل حديثك المفيد والنافع يطرق أذني واهتمامك وحرصك يلامس شغاف قلبي. اللهم اجعل الفردوس مثواه وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين. همسة في أذن كل مؤمن.. إنكم لن تسعوا بأموالكم ولكن بأخلاقكم وسارعوا في عمارة أخراكم قبل خراب دنياكم وصلّ الله على نبينا محمد أفضل الصلاة والتسليم.
|
|
|
| |
|