| |
البسمة بلسم علي الخزيم
|
|
الفارق كبير وبيِّن بين الابتسام والضحك، غير أن قواسم مشتركة قد تربطهما ببعض المزايا والآثار النفسية والانعكاسات الحميمية المؤثرة على حسن العلاقات وتوطيد الصلات بين فرد وآخر أو فرد ومجموعة، ذلك أن الابتسامة اللطيفة والضحكة الخفيفة من أبلغ أدوات الاتصال الإنساني ولها فعل بليغ إذا ما جاءت في مكانها وبصورة مقبولة لدى الآخر. ثم إن للضحك المتوازن الذي لا يخرج عن الإطار المعروف من التفكه والتندر المباح.. له دور واضح في جلاء القلوب وتنقية النفوس من بعض المنغصات والمتاعب النفسية المتراكمة جراء تزايد العمل والمهمات فراحة البال واسترخاء الجوارح مطلب يومي له وسائله وبينها شيء من المرح البرىء والضحك دون صخب ولجاجة بين فينة وأخرى. هناك في بلاد الهند مدينة غاب عن ذاكرتي اسمها جعل سكانها يوماً محدداً في السنة للضحك فقط طيلة النهار أي أن نهار ذلك اليوم لا عمل فيه سوى المرح والضحك حتى المساء ومع الزمن تطورت الاحتفالية بذلك اليوم فنظمت المهرجانات الضاحكة والألعاب البهلوانية، ويجلب المهرجون من أنحاء البلاد لاحياء تجمعات الضحك واللهو لكن من خلال ملاحظتي لم أشاهد خروجاً عن الحشمة أو أفعالاً مشينة تخرج المناسبة عن مضمونها أو الإتيان بممارسات تدعو للمعيب من الأفعال والأقوال فكل ما هنالك ضحك برىء ونكات وحركات وألعاب تبهج النفس وتريح العقل والأعصاب وكلها تذكير سنوي ودعوة لنبذ الانقباض والشحن النفسي ومحاربة الانفعال وترغيب الناس بسعة الخاطر وتقبل الأمور ببساطة والإقبال على العمل بمحبة وإخلاص.
|
|
|
| |
|