ما رأيكم أن أقدم لكم هذه الدعوة. دعوة للحب مفادها (الصلح خير) دعوة مرسلة إلى كل الناس ومن الناس لا يستثنى فيها صغير ولا كبير ولا يمنع من حملها ذكر أو أنثى وليست مرتبطة بوقت أو مرهونة بزمان وإن كان العيد قد حل علينا ضيفاً.
وما رأيكم أن نسارع جميعنا إلى تفعيلها مباشرة وبعد قراءتها - عفوا - أقصد تسلم الدعوة كفيلة سطورها الصادقة فكم من أشخاص باعدت بينهم المسافات لا لشيء إلا أن الجميع أشغل نفسه بدون شغل فانقطع عنه صلات الناس. وكم من أزواج متخاصمين لا لشيء إلا لأن العقل غاب في الحوار والنقاش وحضر الشيطان فأفسد الأجواء وكم من إخوة فرقهم المال والتحاسد واختلاف الآراء وكان بإمكانهم التقارب وبث المودة والعيش إلى جوار بعضهم بعضا والتفاهم على كل الأمور وتغليب الدم والقربى على الدنيا لأنها سترحل مثلما سنرحل ولا يبقى إلا الذكر الطيب وصنائع المعروف.
الحب كلمة بسيطة ولكن لها مفعول السحر عندما ينثر عبيرها فيلامس القلوب ويصافح النفوس ويشرح الصدور الحب من تعاليم الإسلام وقيمه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم) وفي قول آخر: (وكونوا عباد الله إخوانا).
الحب كلمة بسيطة ولكنها تطهر القلوب مما يعلق بها من أدران الحياة وأقذارها وتغسل القلوب من الحسد والحقد والبغض والكراهية. وتجدد للمرء حياته وتجعله يعيش في سعادة. والعيد وهذه تباشيره تزين حياتنا فرصة للمتخاصمين أزواجا وأباء وأبناء وجيرانا أتمنى وأنا أقدم هذه الدعوة إلى جميع الناس أن يحاولوا تنفس الحب بدلا من الكراهية ليعيشوا بقلوب مفعمة بالحب ولينثروا عطرهم في كل الأرجاء حتى تظل صورهم بهية حسنة وآثارهم طيبة وذكراهم أبدية ومقرونة بمحاسن الخلق وليسأل كل واحد منكم هذا السؤال..
(إلى متى يظل الخصام والعمر يرحل والسنوات تنصرم وعجلة الحياة تلف).. هيا.. ليسرع كل واحد منا ومعه العفو والصفح والحب والتفاؤل إلى من باعدته الآلام وغيبته الأحزان إلى من فهم خطأ أو حمل الأمر ما لم يحتمل وشحن نفسه بالغضب.. مد يدك وأنا أمد يدي ولتمض الحياة في حب وقد قيل: