| |
السعودة.. وخشبة المسرح!! عبدالرحمن علي حمياني-المخواة
|
|
أي مؤسسة تجارية لا يمكن أن تقبل بموظف لا يجيد التعامل مع الزبائن، ولا يلتزم بأوقات دوامها، ولو تجرأ موظف وفعل ذلك فالرد المنطقي من المؤسسة تسريحه، ومن أجل السعودة تقبل المؤسسات التجارية بعض الشباب المتلاعبين على مضض، وعلى الصورة السابقة فلا تصدق أبدا أننا حققنا السعودة المنشودة، فالهدف الأكبر لوزارة العمل رمي أكبر كمية من الشباب في أحضان المؤسسات التجارية تلبية لنداءات المجتمع، وبالتالي لا مفر لهذه المؤسسات التجارية من استضافة هؤلاء الشباب، والصورة المشوهة لهذا التزاوج الإجباري سعودة زائفة، ونتعرف على صدق ما أرمي إليه من خلال النظر إلى أهداف المؤسسات التجارية، فهي باختصار: الحصول على أكبر عائد من الأرباح بأقل جهد، وكسب أكبر شريحة من الزبائن لضمان تواجدها في سوق العمل، وبالتأكيد تعلم هذه المؤسسات أنها لن تحقق هذا الهدف إلا بالمحافظة على أوقات الدوام والمعاملة الحسنة للزبائن، فهل الشباب الموجهون إليها يعون هذه السياسة؟! وفي هذا الصدد سأورد قصتين مزعجتين، الأولى: دخلت متجرا كبيرا للأثاث وفي إحدى زواياه وجدت شابا سعوديا يخيم عليه السرحان والوجوم، سألته عن بعض الأسعار، تلعثم قليلا وأمسك بيدي وسلمني لأحد الإخوة الوافدين العاملين في المحل وقال لي: هذا يعرف كل شيء!! عندها أحسست بحسرة، سألت الأخ الوافد، فقال لي: هذا لا يعرف شيئا في المحل، يعني (ديكور) من أجل السعودة، القصة الثانية: في مركز كبير يضم أقساما مختلفة من البضائع، وأتردد عليه باستمرار حتى صار بيني وبين بائعيه - وهم من جنسيات متعددة - تعارف كبير، وكان المسؤول في أحد الأقسام شاب سعودي، يندر ما أجده في القسم المسؤول عنه، ومن خلال ترددي على قسمه عرفت أنه يحضر متأخرا وينصرف مبكرا، بالرغم من وجود بطاقات الحضور والانصراف التي توقع من الساعة والتي تمنع التلاعب بأوقات الحضور والانصراف، سألت مسؤول المركز وهو من الإخوة العرب، هل صاحب المؤسسة يعلم تلاعب هذا الشاب؟ فقال: نعم، قلت له وما فعل حياله؟ قال: لا شيء، فقلت له: وهل يفعل معكم مثله؟ فرد: بل يحاسبنا على الدقائق وأخرج لي بعض الإنذارات لبعض الموظفين، وأردف قائلا: وللحق يعطينا حوافز إذا حققنا أرباحا إضافية، أخيرا: لا يهم موضوع القصتين المؤلمتين، ففي المقابل هناك قصص مشرقة لشباب سعوديين ناجحين (أرامكو مثال)، بقدر ما يهم أن نعرف واقع وحال بعض الشباب في مجال السعودة، وما العلاج الناجع لهذه الصورة المشوهة، فأما الواقع على الأقل فيما رأيت فإنه مسرحية يقوم بأدوارها الشباب الموجه من وزارة العمل وأصحاب المحلات التجارية، فكلاهما يعرفان أنهما يمثلان، مع الأخذ في الحسبان أن وزارة العمل بريئة من هذه المسرحية، وأما العلاج في نظري - والمجال مفتوح لغيري - فأرى إقامة دورات لهؤلاء الشباب على كيفية التعامل مع الزبائن وطرائق عرض البضائع، واحترام كيان المؤسسات التجارية الموجهين إليها، والتقيد بأوقات دوامها، ولا تقل هذه الدورات التأهيلية عن شهر كامل في معاهد متخصصة وبشهادات معتمدة، ويضاف هذا الاقتراح لبنود السعودة، وإلا فإن المسرحية ستستمر، ومن المعلوم أن لكل مسرحية نهاية، وحينها نفاجأ بخشبة المسرح جرداء ليس عليها ممثلين!!
homiany@hotmail.com |
|
|
| |
|