| |
الرئة الثالثة هيئة البيعة: القفزة الكبرى والهدف المنشود عبدالرحمن بن محمد السدحان
|
|
* قفزة شجاعة ومبادرةٌٌ حَميدة، تلك التي سنَّها قائدُ نهْضةِ هذه البلاد، خادمُ الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أيّده الله بنصره، حين أعلن في ختام إحْدَى الليالي الطَّاهرة من العشْر الأواخر من رمضان هذا العام إنشاءَ هيئةٍ للبَيْعة تضمُ الأحياءَ من أبناء وأحفاد المؤسِّسِ العظيم، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، طيَّب الله ثراه، يتمُّ من خلالها تنظيمُ انتقالِ مقاليد السُّلطة العليا في البلاد، حين يجدُّ من الأمُور ما يُوجبُ ذلك. * وتأتي هذه الخطوةُ الجريئة والموفّقة في آنٍ لتَضَعَ حداً لهواجس بعض دوائر الرأي، داخل بلادنا وخارجها حيال كيفية تداول السلطة، وانتقالها من عهد إلى عهد. كما أنّها ترجمة حضارية حصيفة لما جاء في النظام الأساسي للحكم، الذي نصّ على أن تولّي زمام السُّلطة يتمُّ وفقَ أُسُسِ البَيْعة الشرعية، ومن خلالها يختار الأجْدرُ والأقْدرُ من بين أسرة المؤسس العظيم لممارسة الحكم. ** * ولا ريبَ أنَّ خطوة كهذه تُعدُّ من حيث التّوقيتِ والهدف والمضمون نقْلةً كبْرى ضمن سِيَاق الاصلاح السياسي والإداري للحكم، تواصلاً مع ما تم انجازه في عهد خادمُ الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - طيب الله ثراه- قبل نحو عقديْن من الزمن، بصُدورِ النظام الأسّاسيّ للحكم، تلاه عدد من الأنظمة والإجْراءات، من أبرزها نظام مجلس الشْورى الذي كان سبباً في تفعيل دور هذا المجلس، آليةً وأداءً، وكذلك نظام مجلس الوزراء ونظام المرافعات، ونظام الإجراءات الجزائية، وغير ذلك ممّا يضيقُ بذكره هذا السِّياقُ. ** * وفي تقديري المتواضع أنَّ هيئة البيعة تأسس لمفهوم جديد لآلية البيعة وهي ستُسْهم بإذن الله في إرساء وتفْعيل قواعدِ الحكم في هذه البلاد على أُسُسٍ من الشرع المطهّر، والأنظمة الدستورية والإدارية الحديثة، وسيكون من بين المكاسب المترتّبة عليها تجذير التلاحم الحميد بين أفراد الأسرة المالكة الكريمة من جهة والشعب السعودي الأبي من جهة أخرى، كما أنها ستحافظ على منجزات الوحدة الوطنية، ترسيخاً وصيانةً وولاءً، وهي قبل ذلك وبعده ستوفر قدراً كبيراً من شفافية الرؤية وعقْلانية القرار لمصْلحة البلاد والعباد. ** * وبعد.. فقد غمرتْني السَّعادةُ وشدتْني الفرحةُ لدى سماعي نبأ ولادَةِ هيئة البيعة لاختيار ولاية الحكم في هذه البلاد الغالية التي اصطفاها الله برعاية أقدس مسجديْن في الأرض، فقد كانت الحاجةُ لها هاجسَ الضَّمائر المحبِّة لهذا العهد الزاهر، بقدر ما كانت مطلباً ينشده خاصَّةُ الناس وعامتهم، لأن في تحقيقه صِيانة لوحدة هذا الكيان الخالد، وحفظاً لمقومات وقيم الحكم فيه، وتَمْتيناً لأصوله وفروعه وقواعده، ليبقى بإذن الله أبداً شامخاً فوق الرؤوس، عزيزاً فوق الهامات، غالياً في أعماق القلوب، تحميه السواعدُ، وتفتديه القلوبُ بذْلاً وتضْحيةً وولاءً.! ** * وبعبارة أخرى، جاء نظامُ هيئة البيعة ليجسّدَ من جديد جوهرَ الشُّورى الخالدة، التي تنبذ العشوائية وتؤمن بتعددية الرأي.. واصْطفاء الأصلح منه وصولاً إلى الهدف المنشود، والحمد لله من قبل ومن بعد.
|
|
|
| |
|