| |
لا تتهمهم بما ليس فيهم يا عبدالله
|
|
قرأت بتمعن وبعين ثاقبة ما سطره عبدالله بخيت في عدد الجزيرة 12436 وتحديداً في زاويته يارا بعنوان (الفكر التحريمي أساس الفكر التكفيري)، وقد ساءني ما كتب - هدانا الله وإياه للحق - من كلام فيه مخالفة صريحة لشرع ربنا الذي بيّن لنا حُكْم كل صغيرة وكبيرة في كتابه، وكذلك بيّن ذلك رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، وكم كنت أتمنى أن يبتعد عن التطرق إلى أمور الدين بفتوى أو بكلام فيه سخرية لأهل الخير ممن تحملوا الكثير من أجل الدعوة وصد الفساد والآثام والشرور عن هذه البلاد وأهلها.. وما كلامه عن الاختلاط وعن القنوات الفضائية التي تهدم الأخلاق وتصد المسلم عن دينه وغيرها وانتقاده لمن يحرم ذلك إلا دليل على صدق ما قلت، ومخالفته للحق، وكيف يكون من يتبع كلام الله ويتمسك بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام في نظره تكفيريا ومتعصبا لأنه حرّم ما حرّم ربنا جل وعلا؛ إذ لم يأت من أفتى بالتحريم لهذه المسائل بكلام من عنده بل من كلام ربنا وسنة رسوله، وكلام علمائنا الأجلاء القدماء والمعاصرين الأحياء منهم والأموات. والاختلاط بين الجنسين محرم في الإسلام، والعجيب أن أكثر الدول الغربية وفي أمريكا وغيرها بدأت في الآونة الأخيرة بمنع الاختلاط بين الجنسين؛ نظرا إلى خطورة ذلك على النساء خاصة بسبب تحرش الرجال بهن، واسألوا دور الحضانة كم فيها من الأطفال ممن ولدوا من الزنا عياذا بالله من ذلك لتدركوا خطر الاختلاط بين الجنسين. والبعض منا وللأسف الشديد ينادي بالاختلاط وينتقد من يقول إنه محرم ويتهمه بالفكر المنحرف لأنه يريد الخير للمسلمين.. أمر عجيب حقا!. أما بالنسبة للكثير من القنوات الفضائية فهي محضن للفساد، ومدمرة للأخلاق بسبب ما يقدم فيها من برامج هابطة تخدش الحياء، وتدعو إلى الرذيلة، بل إن في بعضها دعوات صريحة للإرهاب بشتى أنواعه.. وابن بخيت هدانا الله وإياه ينتقد من يقول إن مشاهدتها حرام! ويتهمه بالتكفير، ثم إن تحريم هذه الأمور لا يحتاج لسؤال عالم؛ لأن كل ما خالف شرع الله فهو محرم ودليلنا في هذا قول الحق وما ورد في سنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وإن كان العلماء قد أفتوا بتحريم ذلك مستمدين فتواهم من كلام الباري جل في علاه، ومن السنة النبوية المطهرة، وكل ما وافق ذلك سنأخذ به وكلنا شرف وعزة وفخر باتباع القرآن والسنة. وقبل أن أختتم تعقيبي هذا أتساءل: لماذا يتهم كل من يتمسك بكلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالتشدد وبأنه منتهج للفكر التكفيري المنحرف؟!.. إن الأمر جد خطير ويجب أن نتريث قبل أن نتهم الآخرين بما ليس فيهم دون علم، ونترك الكلام في هذه الأمور والفتوى فيها للعلماء.
صالح بن عبدالله الزرير التيمي الرس - ص ب 1200
|
|
|
| |
|