| |
للرؤساء في العمل: انصفوا هذا الموظف وحاسبوا ذاك
|
|
طالعت ما كتبه الأستاذ عبدالله المعيلي في صفحة مقالات يوم الجمعة 28 رمضان في العدد 12440 بعنوان (عندما تحب عملك). مضمون المقال جميل جداً ويحتاجه كل موظف لكي ينجح في مجال عمله، لأن من أسس النجاح في المجال العملي هو حب العمل. ولا يتوفر هذا الحب إلا في بيئة مناسبة ومهيأة، لأنه من المعلوم بالضرورة لابد من توفير أجواء خاصة للموظفين لكي يحبوا العمل. وهذا وضع مأمول وليس واقعياً في بعض إداراتنا الحكومية والخاصة. فواقع مواقع العمل مؤسف جداً حيث إنه يستوي الموظف غير المنتج مع الموظف المنتج، ولا فرق بينهما من حيث التشجيع والدعم والمكافأة. فهذا يبعث الإحساس بالظلم وعدم المساواة لدى الموظف المنضبط الذي يهتم بشؤون عمله ويؤديه على أكمل وجه، ولا يجد كلمة تشجيع أو على الأقل شهادة شكر لا تكلف مرجعه شيئاً يذكر. وتنعكس على نفسية الموظف المنضبط الذي ينتظر أي كلمة تشجيع من رئيسه المباشر. وهذا الأمر معدوم في سلوكنا الإداري مع الموظفين، حيث إن الموظف المستهتر في عالمنا الوظيفي مرتاح ورغم أنه لا ينتج ويستلم آخر الشهر مرتباً وغيره من مزايا أخرى، ولا ينقص منه شيء مثله مثل الموظف المنضبط الذي يحمل أعباء ذلك الموظف المستهتر وغير المبالي والذي وجد بيئة ملائمة لتكاثره في مواقعنا الوظيفية بأسباب عدم الصرامة والإنصاف في التعامل معه واتخاذ أسلوب العفو الدائم معه، مما أنتج لدينا شريحة تعيش على ظهور الموظفين المنضبطين الذين لا تقدر مجهوداتهم حتى ولو بشهادة شكر أو كلمة تشجيع وإحساس بما يقوم به من أعمال من قبل رئيسه المباشر. فلابد من اتخاذ أسلوب الثواب والعقاب مع الموظفين والقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت. فبهذا الأسلوب السهل وغير المكلف والذي قد لا يكلف المراجع للموظفين سوى شهادة شكر وتحسيس الموظف أن العمل الذي يقوم به محسوس وملموس ومشاهد من قبل المرجع، فبهذا الأسلوب السهل سوف يعتدل كثير من حال من عاش على ظهور المخلصين والذين هم كثر في مواقع العمل. فنريد من الرؤساء أن يتفهموا مشاعر الموظفين المجتهدين الذين ينتظرون من يحس بهم ويقدر ما يقومون به من أعمال جليلة يشكرون عليها في كل موقع. ونريد من المراجع الإدارية أن تقيم احتفالات للموظف المجتهدين لكي ترد جزءاً من الجميل والمجهود الذي يبذله الموظف المجتهد في سبيل خدمة وطنه في أي موقع وتشجيعه على الاستمرار في الجد والنشاط، لأنه إذا أهمل جانب التشجيع من قبل المراجع الإدارية فسوف يحذو المجد محتذى الموظف المستهتر، لأنه إذا وجد وجتهد سواء هو والمستهتر فسوف يسلك طريق الإهمال والاستهتار، لأنه من أسهل الطرق وأريحها للموظف لأن يتنصل من كل عمل يكلف به وبهذه الطريقة يرتاح من الأخذ والرد وبذل المجهود في الإنجاز لأنه سوف يجد أحد المجتهدين الذين سيحول عليه العمل المناط به. وبهذا الأسلوب السائد في إدارتنا سوف ننتج أعداداً كبيرة من فئة المستهترين في إنجاز الأعمال. فلابد من الحزم في التعامل مع هذه الفئة وقمعه بسلاح الجد والصرامة في التعامل لكي تسير عجلة العمل الإداري على أحسن الطرق.
عبدالله سعود عبدالله الدوسري الزلفي - ص.ب: 741
|
|
|
| |
|