| |
حولها ندندن معايدات الدندنة د. جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ (*)
|
|
بين حنايا الفؤاد يكمن العديد من التهاني، وفي أغوار النفس تتراكم باقات زهر تنتظر أن أهبها للأحباب، وما أكثرهم!! سواء من يتم بيننا وبينهم التواصل المباشر والمستمر أو من لم تسعدنا الأزمنة وأحداثها برؤياهم، لكن تجمع بيننا وبينهم مواثيق الحب في الله التي لا تنفصم عراها، ولكن حسبي أن أتوجه ببعض بطاقات التهنئة إلى قلة ممن احتلوا حيّزا واسعا في النفس أو الحياة، وكان من العسير تجاوزهم، ومن الجحود إنكار دورهم: * أولى بطاقات المعايدة: أبعثها للذي أنارت ثريا عدله وحنوه المنطقة الوسطى من بلادنا الحبيبة، وأشرقت شمس حكمته في أرجاء نجد الغالية، حتى أضحت رياضها درة العواصم دون منازع في جميع مناحي الخير والفكر والرقي، إنه الأمير المتجدد المتألق في جميع المسارات، راعي الصحافة الأول ومتذوق الأدب ونصير المثقفين ومحتويهم: (سلمان بن عبدالعزيز)، فارس الرياض الذي جللته الإنسانية بردائها الفضفاض، حتى غدا وأمسى حديث الناس في مجالسهم وعلى اختلاف مشاربهم رجالا ونساء، إنه المسؤول الذي كلما مرت السنون ازداد تألقا وعطاء، بل يجزل فيضه على جميع الأصعدة، بينما يزداد المنصب عند البعض روتينا وجحودا كلما مرت عليهم سنوات الرتابة الإدارية. إنه أحد الذين تنطبق عليهم القاعدة السلطانية الإسلامية (خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم) من أبناء البطل عبدالعزيز الذين بادلهم أبناء مجتمعهم حبا بحب وولاء بولاء، لا ينسون له رعايته الحانية الدائمة دينا ودنيا، فهو هنا يزور العلماء، وهناك يرعى جماعات تحفيظ كتاب الله الكريم، ثم يدعم جمعيات البر الخيرية معنويا وماديا، ويفتتح مشروعات متعددة في العاصمة التي اتسعت حتى أضحت بلدا متكاملا وسط وطن قارة، ويحرص على رعاية المثقفين ومشاركتهم الرأي والحوار دون أن يفرض رأيه عنوة حتى لو كان هو الأصوب، فكل عام وأنت بألف خير يا وجه الخير، ولا حرمنا الله من حراستك للفضيلة ودعمك لأهل الصلاح والتقوى رجالا ونساء في جميع المجالات الدينية والدنيوية: القولية والفعلية والكتابية، فكلمة الحق هي السلاح المعاصر الفعال: {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، ثبت الله لك الأقدام في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وبيض وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. * أما بطاقة المعايدة الثانية: فأوجهها لأستاذ وخبير إعلامي، تفضَّل عليه الخالق بموهبة المرونة واستخراج أفضل ما في جعبة الكتاب والكاتبات من أبناء هذا الوطن خاصة وأبناء العروبة والإسلام بعامة، حكمته التي جعلها نصب عينيه: (أَّن في كلٍ خير)، تقرأ مطبوعته التي يشرف عليها فتتوقع أن الدنيا قد تحولت إلى جنة أرضية فلا خلاف فكريا ولا تحزب سياسيا ولا تعارض دينيا، ولا تفاوت اجتماعيا، فكل يكتب في سلام وعطاء وإخاء، والأغرب من ذلك أنه استطاع أن يجعل مجلته الشهرية منبراً جميلا للإبداعات الجماعية ذات التوجهات المختلفة دون أن يسيء للدين الإسلامي أو اللغة الفصحى، بل توخى بذكاء وحنكة أن لا يسيء لأي فكر أو لغة أو معتقد، وغير أن تكون مطبوعته باهتة الاتجاه أو خاذلة للوطن أو مرجفة في الدين أو طاعنة للغة أو الثوابت، إنه الأستاذ الفاضل والصحفي اللامع: (حمد القاضي) رئيس تحرير (المجلة العربية) وعضو مجلس الشورى، الذي اضطررت لحرمان نفسي من زاويتي الشهرية الثابتة فيها بعنوان (وهج الوجدان)، لأني كنت في حاجة للتفرغ العلمي الأكاديمي الذي آتى أكله أخيرا، وخير قطافه هو تهنئة المحبين في الله ومنهم أستاذنا القاضي الذي أشكره كما يستحق على تهنئته الأخوية الراقية بمناسبة ترقيتي العلمية لدرجة أستاذ مشارك، وأقول له: كل عام وأنت صاحب الكلمة الطيبة. * وبطاقة التهنئة الثالثة: يسعدني أن أهديها لعميد أول جامعة صحفية تطبيقية أدليت بدلوي الفكري المتواضع في بئرها العذب المتدفق الذي يدعى (صحيفة الجزيرة) التي ما زالت هوى نفسي وعشق أبناء مجتمعي مهما اضطروا للرحيل المؤقت عنها حينما يضطر قطارها لتخفيف سرعته وحيويته في فترة زمنية لا تطول فيعودون إليها معانقين، إنه المروِّض الذي تنتعش الصحيفة بقربه وكأنها تأبى سواه مهما أبدى لها من حسن النوايا الأستاذ القدير (خالد بن حمد المالك) الذي جعل من صحيفة (الجزيرة) منزلا أولا له يمكث فيه أكثر من مكثه في مسكنه الأصلي، إخلاصا منه وتقديرا لأهمية الخبر في واقعنا المعاصر وخطورة الكلمة، والذي فتح صحيفته على مصراعيها أمام القلم النسائي إبان قلة عدده، محتويا مقالاتي وكتابات زميلتي طيبة الذكر الموهوبة (فوزية الجوفي) والتي حرمتنا من إبداعاتها الفكرية مشاغلها الحياتية المتعددة، ففتح لنا المجالات الإبداعية الواسعة كما فتحها لكل قلم يراه يثير التفاؤل ويبشر بمستقبل واعد، حيث أشرك كتاباتنا في الزاوية الشهيرة (هوامش صحفية) التي لا يكتب فيها إلا كبار الكتاب، ونحن ما زلنا على مقاعد الدراسة الجامعية، ثم زاوية (مساحة للتفكير) في الصفحة الأخيرة بعد حصولي على الدكتوراه، تليها زاوية أسبوعية خاصة بعنوان (صدى الرأي)، إنها ذكريات جميلة أعادتني إليها ذكريات المالك التي كتبها في شهر رمضان الأخير، فكل عام وصحيفة (الجزيرة) تحت قيادتك في حصن حصين عقائديا وخلقيا وفكريا. * وأخيرا وليس بآخر التهاني والتبريكات أزفها لكل كاتب وكاتبة في صحيفة الجزيرة خاصة وصحف بلادنا عامة، والذين لم يمتطوا موجة سب العقيدة وقذف الصالحين ومهاجمة الثوابت الدينية، فكانت كتاباتهم للإصلاح لا للإفساد وللاتحاد لا للفرقة، وهم كثر ولله الحمد، والمجال لا يتسع لذكر أسمائهم جميعا، بيد أني أخص بالذكر على سبيل الأنموذج لا على سبيل الحصر: الكاتبة المتزنة الفكر متعقلة القلم مع فيض إبداعات الأسلوب: الدكتورة (خيرية السقاف) رائدة الصحافة النسوية في وطني، والتي تعد مقالاتها قطعة أدبية رقيقة الأسلوب عميقة المغزى، وكل من على شاكلتها الذين لا يودون أبداً أن يصاب الإسلام وأهله بسهامهم التي تعزز سهام أعدائه المتكالبة بشرٍّ مجاهر، وحقد مستشرٍ، تقبَّل الله منا ومنك أستاذتنا الكريمة وأعاده علينا وعليكِ وعلى بلادنا قيادة وشعبا وعلى أمة التوحيد والجميع في عاقبة حميدة ونصر مؤزَّر.
(*) الأستاذ المشارك بكلية التربية للبنات بالرياض
|
|
|
| |
|