| |
هل غزلان لا تحس بما تحس به بنات جنسها؟
|
|
في عدد (الجزيرة) ليوم الأحد 23 رمضان 1427هـ، كتبت غزلان عبد الله تدعو بقوة لتعدّد الزوجات، وقد كنتُ أقبل ذلك لو أن الكاتب كان رجلاً، أما أن تكون من بنات حواء فهذا شيء عجيب، إلا أن تكون غزلان لا تحس بما تحس به بنات جنسها عند تعدد الزوجات فهذا شأنها وعليها أن لا تعمّمه على كل النساء، وليس هذا الكلام اعتراضاً على مبدأ التعدّد، فهو حكم شرعي لا مجال للاعتراض عليه، ولكنه مرهون بشروطه وأحكامه وظروفه، وليس دعوة مفتوحة لكل من كان لديه نزوة للتعدّد دون أن تكون لديه المبررات الحقيقية ودون مراعاة الضوابط الشرعية، إن دعوة غزلان فيها فتح للباب على مصراعيه وهذا أمر لا تقبله كل النساء وأنا واحدة منهن، ولا أريد مناقشة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن المقام هنا لا يسمح بالتفصيل، ولكني أعيد الكاتبة إلى كتب السيرة التي فصّلت القول في ظروف وأحوال زواج المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأذكّرك يا غزلان فقط أن الرسول الكريم بقي مع أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها حتى وفاتها بعد خمس وعشرين سنة، وكان تزوّجها وهي بنت أربعين عاماً، ولم يتزوّج عليها في حياتها، وكان لكل زواج له بعد ذلك صلى الله عليه وسلم ظرف خاص وحكمة من عند الله تعالى أو من عند رسوله صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يعترض على أن تكون لابنته فاطمة رضي الله عنها ضرة، ومن العجيب أنك تربطين عدم اندفاع الرجل للزواج من أخرى بالخوف من الأولى، وفي هذا مغالطة كبيرة دفعتك حتى لتحريف الآية الكريمة: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}، فأسقطت (ألا تعدلوا) من الآية، لتستدلي بما بقي منها على ما تريدين، هداك الله يا غزلان، وعلى رسلك ورويدك فليس معظم النساء مثلك، بل معظمهن يخالفنك الرأي.
نادية محمد/الرياض
|
|
|
| |
|