| |
انتبه... العالم يراقبك ندى الفايز
|
|
نجح محرك البحث الشهير (قوقل) منذ فترة بتطوير برنامج شركة كيهول الثلاثي الأبعاد والمسمى ب(mountain view))الذي يتخصص في عرض الصور من خلال الأقمار الصناعية عبر تطويره إلى برنامج قوقل ارث (Google Earth) وعليه يتيح لعموم الناس الاستمتاع بمراقبة سطح الأرض عن طريق الأقمار الاصطناعية مع إمكانية التحكم في الاقتراب والابتعاد عن سطح الأرض ومشاهدة حتى أصغر الأماكن والمواقع مثل المطاعم ومحطات الوقود وأسطح وفناء المنازل حول العالم الأمر الذي قد يزعج ملايين البشر نظراً لاختراق خصوصيتهم من قبل بقية سكان العالم حتى أن الأمريكان قاموا برفع قضايا ضد شركة قوقل في محكمة ماسيتشيوسيس الأمريكية بتهمة التعدي على الخصوصية، وبالرغم من وجود آراء كثيرة تقف مع شركة قوقل وترى في الاختراع حزمة من المميزات حيث يمكن من خلاله مشاهدة العالم في دقائق معدودة وتمكين حتى الإنسان العادي من الانتقال بين عواصم العالم بضغطة زر من على لوحة المفاتيح غير أن البعض ما زال يرى في ذلك انتهاكا لخصوصية سكان العالم من قبل الفضوليين أو حتى بعض الأشخاص الذين يحملون شحنات عدائية. على الصعيد الشخصي في صباح كل يوم أقوم بعد ارتشاف كوب القهوة بالدخول على موقع قوقل ارث، والتأكد من وجود السيارة بمنزلنا بالرياض وعدم استخدام السائق لها في مشاوير خارج نطاق العمل بالصباح دون علم أحد، وإن كان البرنامج في كثير من الأحيان لا يعرض صورة الأماكن عبر البث المباشر، وبعد ذلك أقوم يومياً باختيار بقعة جغرافية والتنزه فيها سواء كان ذلك في تاج محل بالهند أو الشنازليزيه في فرنسا، أو حتى تفقد أعمال البناء والتشييد بموقع أبراج نيويورك التي دمرت في 11 سبتمبر أو زيارة سطح البيت الأبيض أو حتى معاينة الشارع المحيط بالكونجرس بواشنطن، وفي بعض الأحيان أحدق النظر من خلال قوقل ارث في أعماق شلالات نياجرا أو حتى مثلث برمودا دون خوف من السقوط والاختفاء. استخدامات برنامج قوقل ارث متعددة للغاية، ولا تقتصر على التنزه والترفيه إذ يمكن استغلال خواص البرنامج على الصعيد السياسي والعسكري خاصة في حالة الحروب - لا قدر الله - وإمكانية ضرب المواقع الاستراتيجية والبنية التحتية دون الحاجة إلى جواسيس لتحديد المواقع للطائرات الحربية عبر استخدام أشعة الليزر كما جرت العادة عليه!! وحتى على صعيد العمليات الإجرامية أو الإرهابية يمكن أن يسهل البرنامج مراقبة ومتابعة الأهداف بدقة متناهية سواء كانت أفرادا أو حتى مباني أو مؤسسات عسكرية الأمر الذي دفع العديد من الدول العربية لحجب الموقع عن العموم حفاظاً على الخصوصية الشخصية، وكذلك للمحافظة على السلامة الأمنية خاصة مع تعالي الأصوات التي ترى أن شركة قوقل ارث تعمل لحساب أجهزة استخبارية عالمية هدفها اختراق خرائط دول العالم وتحديد المواقع بصورة تقنية عالية تحت غطاء الشبكة العنكبوتية والثورة المعلوماتية خاصة وأن لها سابق تعاملات مشتبه فيها تتمثل في تسريب إحصائيات عن أعلى المواقع الإلكترونية دخولاً من قبل مستخدمي كل دولة الأمر الذي يتيح معرفة الخصائص العامة لأفراد تلك الدولة ونواحي اهتمام الغالبية العظمى في كل دولة من دول العالم، ومع أن التصريحات الأولية من شركة قوقل رفضت في البداية طلبا أمريكيا فدراليا بالكشف عن الاهتمامات الغالبة على كل شعب، وذلك قياساً على المواقف الإلكترونية التي يترددون عليها غير أن المعلومات في النهاية كشفت من قبل قوقل! محرك البحث قوقل أصبح كذلك بمثابة أحد أهم المراجع الرئيسة بالخارج لمعرفة نشاط الأفراد، ومن المواقف الظريفة التي مرت علي بالخارج أثناء فترة الدراسة قيام أحد الفضوليين الأجانب بالبحث عني عبر محرك قوقل باللغة الإنجليزية، ومن ثم عمل مقارنة اعتباطية استنادا إلى نتائج قوقل بيني وبين صديقتي - بيداء - العراقية التي هي بعيوني نموذج ثقافي فوق العادة للفتاة العربية المثقفة لكن بعيون قوقل ليس لها وجود بالمحافل الثقافية نظراً للظروف التي ما زالت تمر بها العراق واستحال معها على - قوقل - القيام بعمليات الرصد والمتابعة البشرية، وعليه أصبحت في نظر قوقل وأتباعه غير معروفة أو فعالة بالمجتمع الثقافي، ولا يوجد لها ذكر أو أي نشاط إعلامي أو تطوعي بالرغم من الجذور العميقة والتفرعات المثمرة لتلك النخلة العراقية الباسلة!!
nada@uournalist.com |
|
|
| |
|