| |
قف يا (طاش ما طاش).. لقد تجاوزت كل الحدود
|
|
سعادة رئيس تحرير الجزيرة.. الموقر تعقيباً على ما كتب عن (طاش ما طاش) البرنامج الذي تبثه قناة MBC طيلة أيام شهر رمضان، ومن خلال مشاهدتي المستمرة لهذا المسلسل الكوميدي الاجتماعي.. وجدت فيه الكثير من المبالغات في مواضيع عدة عندما يصور لنا قصصا تخص المجتمع السعودي وتهمه.. أفراداً وأجهزة حكومية. أما الآن فالأمر قد تجاوز النقد وأصبح السدحان والقصبي يقدمان لنا كوميديا لا تمس المجتمع السعودي ولا تعني له شيئاً لا من قريب ولا من بعيد؛ فهم يصورون لنا قصص الخزي والعار، والتصرفات الشاذة وكل ما هو خارج عن عاداتنا وتقاليدنا، وجلبوا لنا الإساءة بتصرفاتهم التي لا تمثل الهوية السعودية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. فنحن دولة إسلامية لها خاصيتها بين العالم، وهي التي أكرمها المولى الكريم وجعلها قبلة للأمة الإسلامية، في شتى أقطار العالم، ويقصدها نحو مليار مسلم ما بين حاج وزائر ومعتمر سنوياً، هذا البلد الطاهر الذي لا تشوبه الشوائب، وله كرامته التي لا يشوبها إلا السدحان والقصبي.. نحن مجتمع إسلامي شريف لا نقبل بهذه المهازل الكوميدية، ونطالب بإيقافهما عن الفن والتمثيل ومحاسبتهما نظير تلك الإساءات التي لحقت بالمجتمع كاملاً بمن فيهم هما انفسهما. فالسعوديون أهل للاحترام والترحيب أينما ذهبوا.. وذلك لسمعتهم التي تسبقهم أينما حلو، وأنهم يصنون هيبة وسمعة ومكانة بلدهم في أعينهم.. وهم خير سفراء لها. وإذا كان أمثال السدحان والقصبي يصورون الشواذ (فوا أسفاه) فلا يقاس العالم بشواذه، إنما يقاس بثقافته وحضارته وعلمائه وتقدمه في كل المجالات.. وأنتم تهينون (السعوديين) خارج بلادهم وتصورونهم في أبشع الصور، وتقولون لنا كوميديا ومعالجة درامية!!. هل أفلستم وما عاد في جعبتكم ما تصورونه إلا الشواذ؟ وتقيسون ذلك بسمعة المجتمع السعودي؟! هل مثل هذه الثقافات تمتع المشاهد؟ وهل تحل قضية اجتماعية إذا كانت هنالك قضايا؟!.. كنا نتابع المسلسل عندما يعرض قصصا من صميم المجتمع السعودي ولا نعترض عليه لأن فيه المتعة وفيه المعالجة التي تؤخذ بعين الاعتبار. والآن وعندما تصورون المرأة السعودية خارج بلادها في أبشع صور الخزي وتصورون السعودي وهو ممسك بكأس الخمر ودخوله في الأماكن الماجنة والساقطة، فهنا سيقول كل من يشاهد طاش إن المجتمع السعودي هذه حاله.. لكن ليس ذلك هو المجتمع السعودي وأن ما تعرضونه ما هي الا تصرفات شاذة تعتبر من القصص المخزية وليست من قضايانا ولا تحسب رقماً ولا تعميماً، وبهذا فقد تجاوزتم كل الحدود، ونزلتم من قمة الفن الكوميدي الهادف، وأصبحتم تعرضون كل ما هو قبيح وشاذ وساقط لا يهم مجتمعنا في شيء ولا يستحق المشاهدة بقدر ما يسيء لنا والعالم يشاهدنا. فحان الوقت أن تتركوا المجال لغيركم ليقدموا لنا في هذا الوقت القصير (وقت ذروة المشاهدة) برامج كوميدية واقعية لا تخرج عن الذوق والأدب العام، ويعود إلينا طاش ما طاش برؤى وأفكار تكسب الاحترام والتقدير.
عبدالرحمن عبدالله التويس /الرياض |
|
|
| |
|