| |
تأثير فوري وخطير للسلاح النووي الكوري على إسرائيل
|
|
التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية أمس الأول لا تمثل تهديداً لمنطقة شمال شرق آسيا فقط، إن وجود سلاح نووي في أيدي كوريا الشمالية لا يعدّ بحال من الأحوال شأناً داخلياً لهذه الدولة ولا حتى للمنطقة المحيطة بها فقط. ومن شأن هذا الأمر أن يكون له تأثير خطير وفوري على إسرائيل. وهو ما يستوجب جهداً متصاعداً لتطوير التنسيق الإسرائيلي مع جهات دولية، مع واشنطن ومع دول معتدلة في المنطقة. الخطر النووي الكوري الشمالي أصبح يتهدد كوريا الجنوبية واليابان، وهو يتطلب جهداً أمريكياً كبيراً لاحتضان هاتين الدولتين في سبيل منعهما من امتلاك السلاح النووي كرد على خطوات كوريا الشمالية. ولذا، فإن الخطر الماثل هو ذاك الذي يتهدد نظام حظر الانتشار النووي في العالم كافة. فإذا امتلكت اليابان وكوريا الجنوبية سلاحاً نووياً، فلن تبقى أستراليا خارج الصورة. وإذا كانت كوريا الشمالية تستطيع تحدي نظام حظر الانتشار دون عقاب، فلا ينبغي الافتراض بأن تخاف الدولة الثالثة العضو في (محور الشر)، أي إيران، وتلغي بالتالي مخططاتها للحصول على سلاح نووي. بل إن من شأنها تسريع ذلك وعقد تحالف استراتيجي مع كوريا الشمالية، باعتبارها أحد أبرز من يزودها بالصواريخ. والسلاح النووي الإيراني يعد خطراً مباشراً على إسرائيل والسعودية ودول الخليج، لكنه يعد أيضاً محفزاً لمصر وتركيا من أجل التزود بالسلاح النووي. إن تفسير التجربة الكورية الشمالية الأخيرة لابد أن يعني فشل الدبلوماسية، من جهة. ومن جهة أخرى تعاظم الخشية من انفجار أزمات بل وحروب. وفي هذا تذكير لإسرائيل بشأن سلم الأفضليات الصحيح، وفوق كل شيء بشأن ضرورة ضمان وجودها بواسطة الحفاظ على قوتها وتقليص النزاعات بتسويات سياسية وعقد تحالفات مع دول عظمى عالمية وإقليمية.
هاآرتس 10-10-2006م
|
|
|
| |
|