| |
المواطنة الصادقة عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي
|
|
أثناء فعاليات الملتقى العربي الثالث للتعليم في بيروت، نقلت سيدة عربية تعمل في مملكة البحرين بحماسة منفعلة وعاطفة جياشة حوارا دار بينها وبين سيدة سعودية تشتكي من عدم تمكنها من مواصلة الدراسة العليا، وأنها غير مقتنعة بما بدت عليه من مظاهر الحجاب، وطالبت هذه السيدة العربية بأن تمكَّن المرأة السعودية من مواصلة تعليمها الجامعية والعالي. كانت القاعة مليئة بالحضور من الجنسيات العربية كافة، والغالبية العظمى من السعوديين رجالاً ونساء، اضطرب السعوديون وتهامسوا، مستغربين مداخلة هذه السيدة في مضمونها ونبرة الصوت الحادة التي عبرت بها عن الطلب، وما أن انتهت هذه السيدة من مداخلتها إلا والأيادي تمتد عالياً متسابقة على طلب التعقيب على مداخلة السيدة غير الموفقة لغة ومضموناً، فاللغة بدت منفعلة متعالية، والمضمون يغلب عليه المبالغة وعدم الاتساق مع الواقع، فواقع تعليم المرأة في المملكة حقق - ولله الحمد - الكثير مما يطمح إليه، وفي مجالات مختلفة من فنون المعرفة والعلوم. اللافت أن طالبي الحديث كثيرون، كان أول المداخلين معالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد إذ فند ودحض ما ورد في تعليق السيدة المذكور واستشهد بما حققته المرأة السعودية في مجال التعليم والإدارة. وكانت المداخلة الثانية رائعة وموفقة، إذ تقدمت أستاذة سعودية جليلة وهي في منتهى حشمتها ووقارها وثقتها فيما حققته هي وزميلاتها السعوديات في مجال التعليم الجامعي والعالي.. كانت المداخلة، هادئة، واضحة، صادقة، دالة، مبينة لحال المرأة السعودية، فكان لسان حالها ومقالها أصدق رد وأبلغه وأوفاه على تعليق السيدة العربية، كان الحاضرون يتقدون حماسة وشوقاً للرد والإيضاح لكن الوقت المحدد غير كاف لهذه العواطف الجياشة الصادقة المخلصة في وطنيتها دحضاً لهذه الافتراءات والأكاذيب. هنا تتجلى روح المواطنة العملية، وفي هذا رد على من يشكك في وطنية المواطن السعودي، وفي مثل هذه المواقف يظهر التجسيد الحقيقي لحب الوطن والاعتزاز به، ولا عجب أن يتبارى الحاضرون في طلب الرد، فحب المملكة العربية السعودية أصيل في وجدان مواطنيها، فمثلها جدير أن يحب ويفتدى بالغالي والنفيس.
|
|
|
| |
|