| |
لمَ التعالي؟ هدى ناصر الفريح / البكيرية
|
|
بينما نسير في شتى دروب حياتنا ونحن مندفعون آملين بالغد الأفضل.. متخطين مرحلة في حياتنا تلو أخرى.. حتماً لا بد من أن نقابل العديد من البشر.. متفقون ومتناقضون.. نتشارك معهم ونظل مقدرين.. محترمين.. وما إن نصطدم بمن لا يرغب أن يشاركنا أحاديثنا! أو حتى يستمع لآرائنا الصغيرة التي نأمل أن تنمو بتوجيه منه لتغدو كبيرة.. ندرك على الفور أنه ويا للأسف من أولئك المتعالين..! صغاراً كنا أم كباراً أصبحنا قليلاً ما نرى من يرأسنا سواء في دراستنا أو عملنا ومع ذلك يشاركنا بعضاً من وقته وكأننا جزء من واجبه.. الجميع منا لا يريد من يقول إنه يضيع وقته بنا.. بل يريد من يشعره بقيمته وسمو فكرته.. يريد من يستمع إليه وينصت إليه.. وبعضنا.. أصبح لا يجيد غير إغلاق الأبواب وبين يديه مفاتيحها..! أصبح لا يجيد غير إصدار القرارات وتعميمها وكأنه يسعى ليعمم البغضاء فيما حوله..! وأصبح.. لا يجيد غير الشعارات والكلمات وفي مقدوره أن ينصت فقط لكي ينشر البسمات.. أصبح لا يجيد غير لغة الترهيب.. وفي مقدوره أن يتعلّم لغة الترغيب ويعلّمها..؟ مهلا أيها المتعالي.. الحياة ليست أنا الأفضل وما دوني الأرذل!! عزيزي المتعالي.. سر الحياة: أن تستمع لهذا وتتحدث لذلك وتتشارك مع هذا وذلك.. فلمَ التعالي أصحاب المعالي؟!!
|
|
|
| |
|