| |
إنجاز إسلامي
|
|
كان لافتاً ومهماً وضرورياً الإشارة ضمن إعلان الفائز بجائزة نوبل للسلام إلى أنه البنجالي المسلم محمد يونس، فلم تعد الفرحة مجرد فرحة بنجالية، بل إنها غطت مساحة واسعة من العالم، هو ذاك العالم الإسلامي، ليفرح بالإنجاز مليار ونصف المليار مسلم، والفرحة أيضاً يتقاسمها المسلمون مع أناس آخرين في أنحاء العالم النامي، فضلاً عن الخيرين من مختلف الأجناس والأديان المهمومين بتحسين ظروف معيشة الجنس وقضايا التنمية والنمو في أنحاء العالم. لقد سجل محمد يونس، أستاذ الاقتصاد بإحدى جامعات بنجلاديش تجربة فريدة ونافعة انتشلت الملايين من وهاد الفقر لتضعهم في مصاف الأمل والتطلع إلى الحياة الكريمة، وذلك من خلال أسلوب للاقتراض في غاية البساطة، لا يستلزم من الفقراء الذهاب إلى المصرف، بل إن المصرف يأتي إليهم أينما كانوا ويقدم لهم القروض التي لا تستوجب وجود ضمانات مالية أو فوائد.. والإنجاز في صورته هذه يعبر عن كيف أن الأفكار البسيطة والجادة والصادقة يمكن أن تتفوق حتى على المشروعات المليارية التي قد لا تنطوي على لمسات إنسانية.. ومن المهم أيضاً النظر إلى إنجاز العالم البنجالي في ساحة دولية تتكالب بالتجريح على كل ما هو مسلم، فما زالت الحملات الإعلامية ضد الإسلام ورسوله الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - تتواتر في أنحاء العالم، حيث تتصدر جهات في الدنمارك آخر هذه الحملات، بينما تتناثر تجليات هذا التجني في أكثر من بلد غربي، وفي تصريحات مسؤولين كبار.. وفي معظم الأحوال يحاول الذين يقفون وراء هذه الحملات، إيجاد ارتباط تلقائي بين الإرهاب والإسلام، إذ أصبحت تالية الإرهاب هي التي تذكر أينما ذكر الإسلام، حتى بات الكثيرون في أنحاء العالم لا يعرفون عن المسلمين سوى أنهم مجموعات إرهابية تسعى لتقتيل الناس أينما كانوا.. ومن الواضح أن هناك قدراً كبيراً من التجني على الإسلام، وللأسف فمن بين المسلمين من يدفع إلى تغذية مثل تلك التوجهات الإعلامية المريضة من خلال أعمال إرهابية حقيقية، وعلى الرغم من أن نسبة هؤلاء قليلة بين المسلمين، فإن الذين يتربصون بالإسلام يحولون هذه النسبة، بما لديهم من سطوة إعلامية وسياسية، إلى أغلبية.. غير أن إنجازاً مثل الذي حققه محمد يونس قد ينبه العقلاء أينما كانوا إلى حقيقة، أن المسلم لا يبدأ يومه بتجميع قنبلة جديدة، وأن الأحرى هو أنه ربما يحاول إطعام المئات أو تفطيرهم، ما دمنا في الشهر الكريم، وكيف أن المسلمين يمكن أن يسهموا في إنقاذ المليارات من بني البشر، وفق أسلوب حصيف يعكس روح التكافل الإسلامي، مثل المشروع الذي أنجزه يونس من خلال مصرف جرامين (مصرف الفقراء) ليسجل بذلك نقلة مقدرة في الجهد الرامي لتنمية مناطق الفقراء في العالم..
|
|
|
| |
|