ينعقد اللسان حينما يسمع ويرى ما يقدمه حكام هذه البلاد الكرام من دفاع ونصرة للإسلام، وبر وتلطف ورفق وإحسان بالإنسان.. لذا وإزاء ذلك لا يملك الإنسان إلا أن يرفع أكفَّ الضراعة إلى المولى العلي القدير أن يجزيهم عنا وعن الإسلام والمسلمين أحسن الجزاء في الدنيا والآخرة، وأن يزيدهم من واسع فضله وسابغ نعمه.. إنه جواد كريم سبحانه، يجزي على الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والله يضاعف لمن يشاء، والله واسع عليم.
وما ذاك إلا لما في نفوسهم من حب الخير ونصر الحق والبذل وكفِّ الأذى والرفق بالناس، ولا نزكيهم على الله، فهذا ما نحسبهم والله حسيبهم.
ولقد تميز حكام هذه البلاد الكرام بمميزات غايرتْ بينهم وبين الآخرين، وما ذاك إلا أنها جاءت امتداداً لهدي آبائهم وأجدادهم ممن ولاهم الله أمر هذه البلاد الذي هو مستمد من هدي كتاب الله عز وجل وهدي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي سبيل المؤمنين وسلفنا الصالح المتقين.
فمنذ انطلقت بحمد الله جل جلاله الدعوة السلفية الكريمة للشيخ محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود رحمهما الله رحمة واسعة والناس في خير عميم ونعمة عظيمة، فهم يتفيؤون ظلال الخير والهدى المستقيم والأمن والأمان في الأوطان والصحة في الأبدان ورغد العيش والترقي في رتب العلى في أمور الدين والدنيا، فالحمد لله على سابغ نعمه وعظيم مننه إنه جواد كريم، فذلك وإلى اليوم هو بفضل الله ثم بفضل الحكم بكتاب الله والسنة.
ألا وإن من نعم الله عليهم التي ميزهم الله بها عن غيرهم وفضلهم بها على كثير من خلقه تفضيلا:
1- نصر الحق وإعلاء شأن الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. قال الله تبارك وتعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
2- الرفق والرحمة: ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، هكذا يقول المصطفى الكريم صلى الله عليه وسلم، والرحمة سمة عباد الرحمن، فقد وصف الله الرحماء فقال {رُحَمَاء بَيْنَهُمْ}، ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (الراحمون يرحمهم الرحمن)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في الأرض يرحمكم من السماء).
3- العدل والإحسان: فلا يكون عدل إلا بإحسان ولا إحسان إلا بعدل؛ لذا فإن الله جل جلاله {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} والله جل جلاله {مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}.
4- الجود والكرم: إن الناظر إلى سرعة واطراد وارتفاع مؤشر النماء وتوافر السلع والخدمات من كل ما يحبه الناس ويرضونه ويرغبون به ويشتهونه فضلا عما هو من ضروريات الحياة يعلم يقينا حجم البذل والإنفاق السخي الذي تقدمه الدولة وفقها الله لمواطنيها والمقيمين على أرضها.
فالتعليم والصحة والأمن والصناعات والطرق وتاجها وكمالها العناية الفائقة بالحرمين الشريفين والبقاع المقدسة والمشاعر المقدسة تدل دلالة واضحة على ما نقول، فما تلك بدعوى مجردة، ولا ينكرها إلا أعمى القلب جاحد للمعروف ناكر للجميل.. يقول صلى الله عليه وآل وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).
أما كرم وجود ولاة الأمر الشخصي فحدث عن ذلك ولا حرج، فقد ضربوا لذلك أروع الأمثلة وأصدق الأدلة على سخائهم وحبهم للبذل والعطاء حتى شمل ذلك كبارهم وشبابهم وصغارهم ونساءهم.. جمع الله شملهم على الهدى والتقى. وقد فاقوا الناس بخيرية ميزتهم عن غيرهم حتى غدوا خير من ركب المراكب، وبكرم فياض حتى أصبحوا أندى الناس أيادي، وصدق فيهم قول القائل:
فانظر إلى مشاريع الخير وعمارة المساجد والبذل للناس.
5- كفُّ الأذى وبذل الندى: السياسة السعودية منذ نشأة الدولة السعودية في زمانها الأول حتى الساعة وهي تتسم بسمات حق منها: إنها تقوم على إحقاق الحق وإبطال الباطل وموالاة المؤمنين ومعاداة أهل الضلال والمضلين والكفر والكافرين وأعداء الملة والدين، وأنها تقوم على نصر الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنها تقوم على الإحسان وكفِّ الأذى وبذل الندى ونشر الخير وبذل المعروف، وأنها تجمع ولا تفرق، تُدني ولا تبعد، تحسن ولا تسيء، وتقدِّر ولا تُحقِّر، وتدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينها وبينه عداوة كأنه ولي حميم {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظ عَظِيمٍ}.
هذا، ولا تزال قافلة الخير تسير وسحب الجود تصب كأفواه القِرب من البر والإحسان.. والسياسة السعودية تسير بكل عز وحزم ورحمة وبر ومعروف.
ومنذ أن أظلنا العهد المبارك الميمون عهد خادم الحرمين الملك الصالح الرحيم ملك المكارم والإحسان عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وعهد ولي عهده بحر الجود والكرم سلطان الخير والبر والمعروف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، والأمة في خير ورغد وأمن وأمان وهناء ونعمة سابغة وفضل من ربنا كبير.. ووالله الذي لا إله غيره لا نحصي ثناء عليه، حسبنا أن ولاتنا أكرمونا بإقامة شرع الله ونصر الحق وأهله ورد الباطل وأهله وإعلاء كلمة الدين ودعم المسلمين في كل مكان من بلاد الله الواسعة.
فخير وجود وبذل هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الجزيرة العربية عمَّ الداني والقاصي وشمل القريب والبعيد والصديق والغريب.. فتحية من عند الله طيبة مباركة عليك إليك يا خادم الحرمين الشريفين يا عبدالله يا ناصراً لدين الله ومعزاً لأولياء الله، فإليك التحية طيبة مباركة أيها الملك البر الرحيم الصالح الذي حق أن يسمى بالملك الرحيم والمحسن الكبير.
إليك يا ملكا عشق المكارم والأخلاق الحسنة فحق أن يسمى (ملك المكارم).
إليك يا ملكا أحب الكرم وعشق الجود والسخاء وقدم البذل وجليل العطاء.
إليك يا ملكا عشق الرفق والهدوء والسكينة ولين الجانب فاكتسب الهيبة والوقار والحب وصادق الولاء.
إليك يا ملكا تسلح بالإيمان والعمل الصالح والدعاء وتزين بالحكمة والحلم والتعقل، وتدرع بالحزم والعزم وطلب النصر على الأعداء من ربِّ الأرض والسماء لنصر الحق وأهله ودحر الباطل وأهله.
إليك يا من نصر الضعيف وآوى الغريب وأكرم الضيف وقدر الجار ودافع عن المظلوم ووقف في وجه الطغيان.
إليك يا ملكاً أحبته القلوب قبل أن يبادرها بجليل منحه وكريم بذله ووافر عطائه ثقة بالله عز وجل ثم بما عليه ولاة أمرها من صدق الحب والولاء لرعاياهم وتصديقا جازما بوعدهم وحزمهم وعزمهم ونصحهم، أحبته القلوب فمدت إليه وصال الحب والولاء قبل أن تمد كرائم الأيمان أيدي البيعة والوفاء.
إليك يا ملكا عشق أن يسمى (بابا عبدالله) وطربت أذنه وذرفت عينه بدموع الرحمة لما يحمله من قلب كبير ملؤه الرحمة والعطف والأبوة والحنان للصغار والكبار، للأطفال والرجال والنساء.. فهنيئا لك بهذا اللقب من ألسن بريئة وقلوب رحيمة وينابيع خير رعايتها والقيام عليها ثمنه جوار المصطفى الكريم في جنات النعيم (أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين في الجنة) وقرن بين السبابة والوسطى. أخرجه الإمام مسلم رحمه الله عن رسول الله الرحمة والإحسان صلى الله عليه وآله وسلم.
إليك وإلى ولي عهدك الأمين، ولي والعهد والوفاء والأمانة والنصح والبذل والسخاء وجليل العطاء.
إليك وإلى رجالك الأوفياء من الأفراد والعلماء والوزراء والحكماء وأعوانك من صالح النساء.
إليك وإلى أتباعهم من القضاة والأئمة والخطباء والمعلمين والمربين والأدباء والإعلاميين.
إليكم جميعا سلام الله ورحمته وبركاته وصادق الدعاء وعظيم الوفاء.
ودمتم بسلام آمنين والمسلمون أجمعون.
|