في كلمة له أمام احتفال (مجموعة العمل الأمريكية من أجل فلسطين).. تركي الفيصل:
حان الوقت لوضع حدٍّ لمعاناة الشعب الفلسطيني وإيجاد حل للقضية الفلسطينية

* واشنطن - واس:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الامريكية أن الوقت قد حان لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني وايجاد حل للقضية الفلسطينية التي لم تعد مشكلة إقليمية تؤثر على منطقة الشرق الأوسط وحسب بل على العالم بأسره.
وأوضح سموه في كلمة له الليلة ما قبل الماضية أمام الاحتفال الذي أقامته (مجموعة العمل الأمريكية من أجل فلسطين) لتكريم انجازات عدد من الشخصيات الفلسطينية الأمريكية بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن إيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيساعد على ايجاد حلول لمشاكل منطقة الشرق الأوسط الأخرى في لبنان والعراق وافغانستان وغيرها من المشاكل التي تؤثر على أمن واستقرار المنطقة وبالتالي استقرار وأمن العالم بأسره.
وأعرب سموه عن اعتقاده بأنه طالما كان السلام في منطقة الشرق الأوسط هو بالتأكيد من مصلحة المنطقة والعالم فإنه تقع على عاتق الدول بما فيها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية أن تعمل بتصميم وعزم باتجاه توصل الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تسوية دائمة للنزاع بينهما.
وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية مقتنعة بأن طريق السلام في المنطقة يبدأ بقيام دولة فلسطينية تعيش في سلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل وبتحقيق السلام بين إسرائيل والعالم العربي بأسره.
وقال سموه إن المملكة العربية تتفهم دورها لتحقيق تلك الرؤية وأن ما فعلته في السابق وما تقوم به حالياً هو أن تكون صوتاً للاعتدال والتعقل ولذلك فهي عملت على جمع العالم العربي لدعم عملية السلام في المنطقة.
وشرح سموه بعض الجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية خلال ربع القرن الماضي والتي قامت على أساس المبادرة التي بدأها الملك الراحل فهد بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد والتي نصت على أنه لو تمكن الفلسطينيون والإسرائيليون من التوصل إلى تسوية سلمية على أساس قرارات الأمم المتحدة 242 و338 تقوم بموجبها إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م وتحقق السلام مع الدولة الفلسطينية في مقابل ليس فقط قبول العالم العربي بوجود إسرائيل بل وتطبيع العلاقات معها.
وأوضح أن المبادرات السعودية لم تتوقف عند ذلك الحد بل امتدت لتصل إلى المبادرة التي تقدم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عندما كان ولياً للعهد وتبنتها قمة بيروت العربية في شهر مارس من العام 2002م لتصبح مبادرة السلام العربية. مشيراً إلى أن تلك المبادرة حصلت على دعم واسع من دول العالم لأنها تتعامل مع لبّ المشكلة وتحقق طموحات الشعبين العربي والإسرائيلي في العيش بسلام.
وقال سموه إن المملكة العربية السعودية وكدولة واحدة يمكنها الاستمرار في تقديم المساعدة والدعم باتجاه تحقيق السلام والاستقرار إلا أن ذلك الانجاز لا يمكن لها تحقيقه منفردة ولذلك فإن الوقت قد حان للولايات المتحدة الأمريكية للتحرك وتنفيذ ما يتوجب عليها في إطار تطبيق خطة السلام خارطة الطريق.
وأضاف سموه أن أساس فشل الدبلوماسية الدولية في منطقة الشرق الأوسط خلال الخمسين عاماً الماضية كان ضعف القدرة على التطبيق حيث كانت هناك الكثير من الآراء والاقتراحات والقرارات والمبادرات إلا أنها جميعاً واجهت مشكلة عدم التنفيذ أو التطبيق على أرض الواقع. موضحاً أن لدينا الآن خطة خارطة الطريق كما شرحها الرئيس جورج دبليو بوش ولدينا مبادرة السلام العربية فلنمحهما الفرصة للتطبيق.
وكانت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليسا رايس قد القت كلمة أمام الاحتفال وأكدت فيها التزام الولايات المتحدة الامريكية والتزامها الشخصي بالعمل على ايجاد حل للقضية الفلسطينية لأنها تعتقد أنه لن يكون هناك انجاز أكبر بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية من المساعدة في تحقيق هدف قيام الدولة الفلسطينية للشعب الفلسطيني الذي عانى الكثير وتعرض للاهانات الكثيرة والذي لم يتمكن من تحقيق آماله وطموحاته لفترة طويلة وهو الشعب الذي لديه الكثير ليقدمه للمجتمع الدولي ولنا جميعاً.
وشرحت وزيرة الخارجية الأمريكية الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية والجهود التي تقوم بها لمساعدة الشعب الفلسطيني في تحقيق طموحاته وقيام دولته.
وكان الحفل قد كرم ثلاث شخصيات فلسطينية أمريكية بحضور عدد من سفراء الدول العربية والإسلامية وأعضاء الكونجرس الأمريكي.