| |
واشنطن ترفض انتقادات لندن حول معتقل غوانتانامو قائد الجيش البريطاني يثير قلق بلير بدعوته للانسحاب الفوري من العراق
|
|
* لندن - واشنطن - الوكالات: ردت الحكومة البريطانية وأقارب ضحايا الحرب في العراق على الدعوة التي أطلقها قائد الجيش البريطاني أمس بضرورة سحب القوات من العراق (سريعا)، وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء توني بلير: من المهم أن نتذكر أننا موجودون في العراق للتعبير عن الرغبة في دعم الحكومة المنتخبة بطريقة ديموقراطية بتفويض من الأمم المتحدة. لكن التعليقات غير المسبوقة التي أدلى بها السير ريتشارد دانات رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة البريطانية أزعجت على الأرجح الحكومة البريطانية. وقال معلقون: إنه لم يسبق لقائد عسكري رفيع انتقاد السياسة الخارجية للحكومة بهذه الطريقة العلنية. وكان بلير قال الشهر الماضي في مؤتمر حزب العمال: إن الانسحاب من العراق سيكون (تصرفاً استسلامياً جباناً). وقال السير ريتشارد لصحيفة ديلي ميل أمس الجمعة: إن وجود القوات البريطانية جعل الوضع الأمني أسوأ في العراق وفي العالم وعلى بريطانيا (الخروج بأسرع وقت). وفي مقابلة مع صحيفة ديلي ميل انتقد دانات التخطيط لما بعد الحرب في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 وقال إن الوجود البريطاني في العراق أضر أيضاً بالمصالح الأمنية البريطانية في الخارج وهو ما نفاه مرارا رئيس الوزراء البريطاني توني بلير. واستغل النقاد هذه الانتقادات العلنية لحرب العراق التي وجهها دانات وهي نادرة لضابط في الخدمة يحمل مثل هذه الرتبة وأجرى دانات سلسلة مقابلات تلفزيونية وإذاعية أمس الجمعة في محاولة لتهدئة العاصفة التي آثارها. وأصر على انه لم يذكر (شيئا جديدا أو يستحق الاهتمام) وانه كان يكرر السياسة فحسب. وقال لراديو هيئة الإذاعة البريطانية لم يكن قصدي أبدا إحداث هذه الجلبة التي استمتع بها الناس تماماً في الليلة الماضية وهم يحاولون التلميح بأن هناك شقة خلاف بيني وبين رئيس الوزراء. وقالت روز جينتل والدة أحد الجنود البريطانيين الذين قتلوا في العراق وعددهم 119 جنديا: إنه قول ذكي، أنا مسرورة لان أحدهم قال شيئاً في النهاية. إلى ذلك ذكرت صحيفة (التايمز) البريطانية أمس الجمعة ان تسعة جنود بريطانيين من الذين خدموا في العراق اتهموا بتهريب المخدرات وهم مهددون بالإحالة أمام محكمة ميدانية. وقالت الصحيفة ان العسكريين الذين ينتمون إلى الفوج الثالث في كتيبة يوركشاير، متهمون بشراء مادة الكوكايين من عصابات في ألمانيا حيث مقر كتيبتهم. وتحدثت الصحيفة أيضا عن فتح تحقيق عسكري لتحديد ما إذا كانت المخدرات قد بيعت لعسكريين بريطانيين آخرين يخدمون أيضا في العراق. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية أن السلطات القضائية العسكرية البريطانية وجهت اتهامات إلى تسعة عسكريين في الفوج بتهريب الأسلحة والمخدرات. من جهة أخرى رفضت الولايات المتحدة أمس الأول الخميس الانتقادات حول معتقل غوانتانامو التي أعربت عنها الحكومة البريطانية، حليفتها الرئيسية في الحرب على العراق. ورداً على سؤال حول ما قالته وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت التي وصفت عمليات الاعتقال هناك بأنها (غير مقبولة وغير مثمرة) داعية إلى اقفاله، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك أعتقد أن هذا الأمر مرتبط بتقرير سنوي نشروه. وأضاف: اسمعوا، لا نريد أن نبقي غوانتانامو مفتوحاً إلى الأبد. وأوضح لا نريد أن نكون جلادي العالم، ننتظر فعلاً وبفارغ الصبر اليوم الذي سيقفل فيه غوانتانامو. وقالت بيكيت لدى تقديمها تقريراً لوزارة الخارجية البريطانية عن حقوق الإنسان في العالم، على غرار ما قال رئيس الوزراء (توني بلير)، نعتقد أن من الضروري غلق المعتقل. واعتبرت أن الاعتقال المستمر وبلا محاكمة مناسبة للسجناء أمر غير مقبول على صعيد حقوق الإنسان، وهو أيضا غير فعال على صعيد مكافحة الإرهاب. وأضافت أن الكثير من الخبراء باتوا يعتقدون أن وجود هذا المعسكر بقدر ما هو مفيد للأمن بقدر ما يساهم في الوقت نفسه ب(زعزعة الاستقرار). وقد وصف توني بلير معتقل غوانتانامو مراراً بأنه (غير طبيعي). وفي آذار - مارس، أعرب عن (الأمل) في غلقه، وحين سئل من جديد حول هذا الموضوع في أيلول - سبتمبر، تملص من الإجابة. وقال: علينا أن نتأكد من أن المعتقلين هناك يخضعون للإجراءات القضائية المناسبة تضمن أيضا الأمن. وما زال المئات من عناصر طالبان أو القاعدة المفترضين معتقلون دون محاكمة في معتقل غوانتانامو بعضهم منذ أربع سنوات.
|
|
|
| |
|