الأهلّة قد تخدع الفلكيين

قرأت ما كتب في الجزيرة بشأن إثبات دخول شهر رمضان. وحصل خلاف بين من يقول بالأخذ بالحساب الفلكي ومن يقول يجب أن يؤخذ بالرؤية بالعين المجردة (لا يوجد ما يمنع من الاستعانة بالمكبر). وأنا هنا أود أن أتوجه بسؤال إلى الإخوة الفلكيين هل يمكن للجميع أن يروا الهلال في ليلة الأول من الشهر أم أن ذلك غير ممكن إلا لمن يتمتع بحدة البصر؟ فإن كانت الإجابة بنعم يمكن للجميع أن يروه في تلك الليلة قلنا إذا لماذا كل هذا الاختلاف، وإن كانت الإجابة بلا قلنا إذا كيف رآه جميع الناس في اليوم الأول من رمضان لهذا العام 1427هـ بعد صلاة المغرب مباشرة مع تأكيدهم بأن ذلك اليوم سيكون المتمم للثلاثين من شعبان ليلة الأول من رمضان؟.. وإن كنت أرى أن ما قاله الدكتور حمزة الطيار بهذا الخصوص في البرنامج الذي عرض مساء الجمعة 29-8-1427هـ ليلة السبت 1-9-1427هـ هو عين الصواب والمخرج من التشكيك، حيث قال دليل صدق من قال بإنه شاهد الهلال هو أن يراه جميع أو معظم الناس في أول يوم من الشهر بعد صلاة المغرب مباشرة وهذا يدل على أنه فعلا قد شوهد في الليلة السابقة أي ليلة الأول من الشهر لأنه لا يمكن أن يراه في تلك الليلة إلا من يتمتع بحدة البصر أما في ليلة الثاني من الشهر ففي استطاعة الجميع أن يروا الهلال وهذا ما حدث حيث إن الجميع قد شاهدوا الهلال وبكل وضوح يوم السبت 1-9- 1427هـ وهذا يدل على صدق من قال أنه رآه في الليلة السابقة وأثبت دخول الشهر ولا يمكن التشكيك فيه، وبذلك يكون شهر شعبان لعام 1427هـ تسعة وعشرين يوماً، وبذلك يثبت بأن الأهلة قد تخدع أصحاب الحساب الفلكي وما حدث هذا العام والعام الماضي أو الذي قبله أكبر دليل على ذلك، حيث إن أصحاب الحساب قد أكدوا أنه لا يمكن رؤية الهلال ولكن تمت الرؤية وثبت دخول الشهر ودليل صدق الرؤية ما قلناه أعلاه بأن الجميع شاهد الهلال أول يوم من الشهر ولو كان الرائي كاذبا لما رآه معظم الناس في تلك الليلة، ويجب من اليوم وصاعدا بألا يحتج بالكسوف والخسوف ودقة حساب حدوثهما على دقة حساب دخول وخروج الأشهر لأنه والله أعلم قد يكون هناك اختلاف بين ما يحدث للشمس والقمر من شهر لآخر، نرجو من الإخوة (في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية) من المهتمين بعلم الفلك بعمل دراسة لهذه الظاهرة للخروج من هذا الخلاف وإنهائه للأبد.