| |
التربية لا إفراط ولا تفريط
|
|
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك وفقه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قرأت ما كتب في هذه الصحيفة من مواضيع تتعلق بتربية الأبناء، وأود أن أقول إن تربية الأبناء أمر في غاية الأهمية، والآباء ليسوا سواء في ذلك؛ فمنهم المدلل لأبنائه، ومنهم الشرس والصلف في تعامله.. وكلاهما على خطأ، فمن وجهة نظري الخاصة فإن التربية يجب أن توازي بين التودد والتشجيع للابن في حالة تصرفاته الإيجابية وعلى الجانب الآخر القسوة والشدة لتقويمه عند تصرفاته السيئة. ومن واقع المجتمع نلحظ بعض الآباء قد دللواء أبناءهم، (ودلعوهم)، ومن جراء ذلك أصبح الابن لا يعبأ بأبيه تماماً ولا يعطيه حقه من القدر والاحترام، بل إنهم يحرجونهم في المجالس إما بالتصرفات أو بالأقوال، وتجد وجه الأب قد احمر من الخجل، ولكن لا ينفع الندم الآن بعد فوات الأوان!!. وعلى النقيض منهم تجد بعض الأبناء يخاف ويهلع عند سماعه صوت أبيه ومناداته له أو عند قدومه؛ نظراً لما ترسخ في ذهنه عنه من الشدة والقسوة والصلف والشراسة في التربية!!.. وهذا أيضاً أمر سيئ وسلبي!!.. وكلتا الحالتين، وأقصد هنا (التدلل) و(القسوة)، أسلوبان خاطئان في التربية نتج عنهما فقدان الأبناء شخصياتهم، بل إنهما أديا في بعض الأحيان إلى الضياع والإجرام. ومن هنا فإنني أرى أن التربية يجب ألا يكون فيها إفراط ولا تفريط، فالمفروض أن يمسك الأب العصا من النصف (كما يقال)، أي أنه يجب على الأب تشجيع ابنه وتقديم الهدايا له عندما تكون أفعاله وأقواله إيجابية وحسنة، وفي الوقت ذاته يعاقبه عندما يحيد عن الطريق ويأتي بما هو سيئ من الأقوال والأفعال.. عندها تكون التربية الحقة ويسعد الآباء بأبناء صالحين بإذن الله وبارين بهم.
عبدالعزيز بن صالح الدباسي/بريدة - الشؤون الاجتماعية
|
|
|
| |
|