| |
الخط الساخن للقراءة والكتابة.. الأمل القادم! د. فهد بن علي العليان
|
|
تظل قضية القراءة والكتابة في كثير من الدول المتقدمة هاجساً كبيراً للمسؤولين والمثقفين وللأفراد وللجمعيات العلمية. وعندما تتاح للإنسان الفرصة ليطلع على المشروعات الضخمة المتعلقة بشأن القراءة في كثير من دول العالم، فإنه يصاب بالإعجاب والحسرة معاً، فيعجب من اهتمام تلك الدول وأفرادها بشأن ثقافة القراءة وتسخير كل الإمكانات، وتهيئة جميع الظروف لإنجاح هذه المشروعات، ويتحسر للواقع المؤلم الذي تعيشه معظم الدول العربية في هذا الشأن أفراداً ومنظمات. وتبلغ الحسرة ذروتها عند مقارنة إنتاج الكتب، وعدد القارئين، ووجود المكتبات العامة في القرى والمدن بيننا وبينهم. أعود إلى عنوان المقال الذي يمثل أحد المشروعات الموجودة في (أستراليا) وهو عبارة عن خدمة تتم من خلال وجود خط هاتفي ساخن يقدم الخدمة للأفراد الأستراليين، ويساعدهم في الحصول على المعلومات المهمة بقضايا القراءة والكتابة، حيث تساعد هذه الخدمة المتصل في معرفة أقرب مركز للقراءة والكتابة في منطقته، بالإضافة إلى معرفة الكتب المناسبة لمستواه ومرحلته. يعمل في هذا المركز أكثر من 1200 متخصص بشأن القراءة والكتابة، ويقوم هؤلاء المتخصصون بمساعدة المتصل وتوجيهه إلى كيفية تطوير قراءته وكتابته، بالإضافة إلى توجيهه إلى أقرب الأماكن التي تقدم الجوانب المعرفية في القراءة والكتابة. وهنا دعوني أحلم بأن يكون في مراكز الأحياء (الهادئة تماماً) هذه الخدمة بحيث تحتوي على مكتبة متنوعة تحتوي على مجموعة من الكتب والروايات وقصص الأطفال، ويوجد في هذه المراكز متخصصون في القراءة وأدب الأطفال، يقوم هؤلاء الموظفون في هذه المراكز بتقديم الخدمات الضرورية للأفراد المتصلين، بحيث يتم إرشادهم إلى الكتب الجديدة، والكتب المناسبة للأطفال وأماكن نشرها وتوزيعها، وإخبارهم بالدورات والمحاضرات والندوات والبرامج المتعلقة بتنمية مهارات القراءة والكتابة. ومن الممكن أن يتم التنسيق بين مراكز الأحياء والمكتبات العامة الكبيرة مثل مكتبة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد الوطنية، بالإضافة إلى التعاون مع المكتبات التجارية. ولتكن البداية بتجريب المشروع في خمسة مراكز في المرحلة الأولى، ومن ثم تقييم التجربة، وبعد ذلك تعميمها على بقية المراكز، ومن ثم بقية المدن.وحيث إن المملكة العربية السعودية تشهد حراكاً ثقافياً وانطلاقة قوية في هذا الجانب، فلعله من المناسب أن يتولى تقديم هذه الخدمة وزارة الثقافة والإعلام التي تقود الحركة الثقافية، وذلك سعياً لتفعيل الأنشطة الثقافية في أنحاء وطننا الغالي.إنه حلم، آمل أن يتحقق بالتعاون وتكاتف الجهود بين وزارتي الشؤون الاجتماعية والثقافية والإعلام، بالإضافة إلى تعاون المكتبات العامة والتجارية والمراكز الثقافية. هل يمكن تحقيق هذا؟!!.. نعم، ليس أمراً مستحيلاً. وكيل عمادة المركز الجامعي للتعليم المستمر بجامعة الإمام
alelayan@yahoo.com |
|
|
| |
|