| |
خطوة أمريكية في الاتجاه الصحيح عبدالله بن راشد السنيدي
|
|
منذ سقوط الاتحاد السوفيتي سنة 1991م والذي كان يعتبر إحدى القوتين الرئيسيتين في العالم بالإضافة للولايات المتحدة أصبحت الولايات المتحدة هي القوة الرئيسية الوحيدة في هذا الكوكب، مما جعلها تنفرد بالأوراق اللازمة لحل كثير من قضايا العالم ويأتي في مقدمتها قضية الصراع العربي الإسرائيلي؛ ولذلك فإنه منذ مؤتمر مدريد الذي عُقد سنة 1991م بين الأطراف المعنية بالقضية العربية الإسرائيلية أصبحت الولايات المتحدة هي المرجع المسؤول عن حل هذه القضية الذي يخطّط ويقرّر تنفيذ خططه بهذا الخصوص، وكانت البداية لقاء (أوسلو) الذي تم بين الإسرائيليين والفلسطينيين والذي أسفر عن نتائج جيدة للجانبين وكان من أهم نتائجه عودة القادة الفلسطينيين إلى أرض فلسطين بعد تشرّد دام عشرات السنين، ثم ما تلا ذلك من انسحابات إسرائيلية من المدن الفلسطينية المحتلة على أثر اللقاء الشهير الذي تم بين الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل إسحاق رابين في واشنطن وبحضور الرئيس كلينتون وزعماء الدول العربية المواجهة لإسرائيل باستثناء الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد الذي كان معارضاً للتقارب الفلسطيني الإسرائيلي الذي حصل في أوسلو، مما يدل على أن القضية حققت تقدماً كبيراً نحو الحل رغم اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي (رابين) على أيدي المتشددين اليهود الذين يعارضون السلام مع الفلسطينيين، إذ إن خليفة رابين (باراك) واصل المسيرة التي بدأها سلفه، حيث شكَّل مع الرئيس عرفات والرئيس كلينتون الذي ألقى بثقله للوصول إلى حل، وقام بعدة زيارات مكوكية بين عواصم الدول المعنية بالقضية وقام بجهود كبيرة حتى آخر أيام حكمه من أجل الوصول إلى حل وكادت أن تحل القضية في الاجتماع الأخير الذي ضم الرئيس كلينتون والرئيس عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي باراك لولا بعض جوانب يسيرة من القضية كانت محل خلاف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وبعد أن تولى الرئيس بوش الحكم في الولايات المتحدة جمّدت القضية وأصبح يفكر في إسقاط نظام صدام حسين وبعد أن تحقّق له ما أراد طرحت خطة خارطة الطريق للسلام من قِبل اللجنة الرباعية التي تتألف من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة والتي لم تحقّق شيئاً يُذكر حتى الآن. وفي الآونة الأخيرة أعلن الرئيس الأمريكي بوش أنه سوف يبذل مجهوداً ذاتياً من أجل الوصول إلى السلام في الشرق الأوسط وبما يحقق خطته في إيجاد دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل وأنه من أجل ذلك سوف يوفد وزيرة خارجيته (كوندا ليزا رايس) إلى منطقة الشرق الأوسط لكي ترتب لجولة له في دول المنطقة، وهي من دون شك خطوة جيدة من الرئيس الأمريكي في الاتجاه الصحيح، فالولايات المتحدة وكما سبق أن قال الرئيس المصري الراحل أنور السادات تملك (99%) من أوراق اللعبة في قضية الشرق الأوسط، فمطلوب الآن من الرئيس بوش أن يلقي بثقله كما سبق أن عمل سلفه للوصول إلى السلام في الشرق الأوسط وخاصة أنه لم يتبق من فترة حكمه إلا أقل من السنتين. إن العالم بأجمعه بما فيه الولايات المتحدة سوف يستفيد من إحلال السلام في الشرق الأوسط وليس فقط دول المنطقة؛ وذلك بسبب أهمية هذه المنطقة وإستراتيجيتها وكونها مركزاً للطاقة والأديان، إضافة إلى أنه إذا قدّر أن ينجح الرئيس بوش في إحلال السلام فسوف يدخله ذلك في تاريخ مشرق يختتم به حياته السياسية.
|
|
|
| |
|