| |
العولمة والتعليم العالي د. فهد مطلق العتيبي - وكيل عمادة شؤون المكتبات جامعة القصيم
|
|
إن أحد أهم نتائج العولمة وما صاحبها من ثورة معلوماتية منقطعة النظير هو تأثيرها على مؤسسات التعليم العالي سواء من ناحية التغيير في رسالة الجامعة وأهدافها أو من ناحية طريقة التدريس فيها. فبعد أن كان الأستاذ الجامعي هو المصدر الوحيد للمعرفة فيما سبق، تعددت اليوم مصادر المعرفة، بل وأشكالها لدرجة أصبح من المتعذر على أي إنسان الإلمام بها. ومن هنا جاء التغيير في معادلة العلاقة بين الأستاذ الجامعي وطلابه من كونها علاقة معرفية ذات اتجاه واحد الى كونها علاقة معرفية ذات اتجاهين. وبهذا أصبح الطالب في المؤسسات التعليمية المتقدمة في العالم الغربي هو محور العملية التعليمية. حيث وجهت هذه المؤسسات أنظارها من input measures ) الكليات، الأقسام، الكورسات الدراسية) إلى outcomes measures ) مخرجات التعلم (أي ماذا تعلم الطالب). وبهذا أصبحت هذه المؤسسات تركز على دراسة كل ما يتعلق بطلبتها وخصوصاً المستجدين منهم. وتحاول الإجابة على أسئلة من نوع: * ما هي خلفيات هؤلاء الطلاب الشخصية والتعليمية والثقافية؟ * ما هي احتياجاتهم وأهدافهم وقيمهم؟ * ما هي التحديات التى يواجهونها آلان ومستقبلاً؟ * ما هي أهم ملامح مستقبلهم؟ وعلى ضوء هذه الأسئلة يتم تصميم البرامج الدراسية. ولذلك جاء على لسان الاتحاد الأمريكي للتعليم العالي أن عملية التعلم عملية معقدة لا يمكن أن يحتكرها مجموعة من الخبراء ولكن لابد أن يكون للطالب نفسه دور في إعدادها وتقييمها. فمتى تتجه بعض مؤسسات التعليم العالي لدينا الى هذا الاتجاه؟
|
|
|
| |
|