ليالي رمضان ليال رائعة وجميلة وطويلة خاصة في فصل الشتاء، ويطيب السهر فيها ويحلو الكلام في ساعاتها. ليالي رمضان، الكل يحرص على أن يكون مستيقظاً فيها، حيث الليل الساحر، وتناول ما لذَّ وطاب من المباحات. كذا اعتاد الناس، وأكثرنا في ليالي رمضان يكتفي بصلاة التراويح فقط، دون أن يضيف أعمالاً صالحات أخرى، يحرص الواحد منا على استثمار نهار رمضان بأنواع من العبادات كقراءة القرآن والصدقة، ولزوم المسجد، والحرص على الأذكار، وحفظ اللسان، وما أن يقبل الليل حتى يودع معظم العبادات لأنه أفطر وانتهى الصيام في نظره.. والحق أن رمضان كل لا يتجزأ، وأن لياليه أفضل من نهاره، لوجود ليلة خير من ثلاث وثمانين سنة.. إن أفضل ليالي العمر هي ليالي رمضان عموماً وليالي العشر الأواخر خصوصاً، فكان الأجدر بالصائمين استثمار الليل أكثر من استثمارهم النهار في رمضان ومواصلة العمل الصالح، وحفظ اللسان وغض البصر عن بعض القنوات مثلاً.. ولعل من أمارات قبول عمل النهار صلاح حال المرء في ليالي رمضان، أما أن يكون المرء محسناً في النهار، ومسيئاً في الليل مقبلاً على الملذات المحرمة، من قول الباطل ومشاهدة الحرام فهذا من عدم التوفيق للصائم.
(*) المجمعة
|