| |
إذا لم يُغفر لنا في رمضان! شاكر بن أحمد إمام(*)
|
|
(عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احضروا المنبر. فحضرنا فلما ارتقى درجة قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال آمين. فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه. قال: إن جبريل عليه السلام عرض لي فقال بَعُد مَنْ أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين، فلما رقيت الثانية قال بَعُد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين، فلما رقيت الثالثة قال بَعُد مَنْ أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت آمين) رواه الحاكم وصححه الألباني. تأملوا هذا الحديث ونحن نصوم رمضان، فإذا لم يغفر لنا في رمضان فمتى تكون المغفرة؟ إذا كنا في رمضان ونفعل المعاصي ونترك الواجبات ولم نكن صادقين في توبتنا إلى ربنا الرحمن الرحيم فمتى نحقق التوبة؟ وماذا ننتظر؟ هل ننتظر أن يصل الواحد منا إلى لحظة الموت فيريد أن يتوب؟ قال الله تعالى: (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ)، أو نريد تأخير التوبة حتى يدخل الإنسان في قبره (قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ)، لكن الجواب (كلا) لا يمكن أن يرجع لكي يتوب. وهل نريد تأخير التوبة إلى القيامة والحشر (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ)، لكن يكون الجواب (قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ ( أي إلى الدنيا، وهذا لا يكون أبداً. هل نريد تأخير التوبة حتى تهلكنا الذنوب فتجعلنا في النار فنندم )فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ( ونحن حتماً لا نريد هذا المصير.. فعلينا أن نستغل رمضان فلا ينقضي إلا وقد غُفر لنا ما فعلنا بفضل من ربنا سبحانه وتعالى.
(*) تبوك
|
|
|
| |
|