منذ بداية شهر شعبان والقنوات الفضائية تكرس حملاتها الدعائية لما سيعرض في شهر رمضان من برامج ومسلسلات والتي تصب في الضحك والكوميديا والاستهتار والاستهزاء، وكأن هذا الشهر الكريم الذي حوى أفضل الليالي وأشرفها كأنه شهر مجون وشاشات ومأكولات. كان سلف هذه الأمة إذا أقبل رمضان تركوا كل شيء يشغلهم عن العبادة حتى كتب العلم ودروس العلماء وانكبوا على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن وقيام الليل يرقبون رحمة الله معا ويتعرضون لنفحاته، بينما الناس في واقعنا يعدون لرمضان ويعملون في غير أولئك إلا من رحم ربي. أخي القارئ الكريم: لو استشعرت عظمة هذا الشهر الكريم وعلمت أن من الناس من تغفر ذنوبه كلها رحمة من الله عز وجل به جراء عمله في رمضان فيكون فيه من المعتقين من النار، فيسعد سعادة لا شقاء بعدها. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به). فاحرص يا رعاك الله على حفظ صومك مما يكدره وينقص أجره، وأكثر من الأعمال الصالحة في هذا الشهر الكريم عسى الله أن يجعلك فيه من عتقائه من النار.
(*) الرياض
|