عباس خلال لقائه رايس وآل خليفة:
الخيارات مفتوحة بشأن الحكومة الفلسطينية إلا الحرب الأهلية وهناك خطوات لإنهاء الاستعصاء الحكومي خلال أسبوعين

* رام الله - القدس - بلال أبو دقة - رندة أحمد - نائل نخلة:
أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس حرصه على تشكيل حكومة وحدة وطنية تلبي الاحتياجات الدولية وتحترم التزاماتها مع المجتمع الدولي, وقال عباس خلال مؤتمر صحفي جمعه بوزيرة الخارجية الامريكية كوندليسا رايس في رام الله مساء أمس: إذا لم يحصل هذا فإن كل الخيارات مفتوحة بشأن الحكومة ما عدا الحرب الأهلية التي نرفضها، معربا عن أسفه من تعثر جهود تشكيل حكومة وحدة وطنية وقال بأنه لن يقبل بحوار يستمر إلى الأبد دون أن تكون له أية نهاية ولابد أن نفكر بما سنقوم به وخطوتنا القادمة هي أن القيادة الفلسطينية لابد أن تتخذ قرارا يخرجنا من هذا المأزق الذي يعيشه الشعب الفلسطيني بسبب الحصار الدولي المفروض على الحكومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس.
وقال عباس: انه ناقش مع رايس سير المشاورات بشأن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية, والتي تعطلت منذ فترة بسبب ما أسماه التراجع عن بعض الاتفاقيات التي وقعت مع حكومة حماس, إضافة إلى مناقشة قضية الأسرى الفلسطينيين والجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، مطالبا بضرورة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومقدرا الجهد المصري الذي يبذل في قضية الجندي الإسرائيلي الأسير وفي مسألة المعابر والحدود.
من ناحيتها حمّلت الوزيرة رايس الحكومة الفلسطينية مسؤولية تردي الأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء رفضها القبول بالاتفاقيات الموقعة.
واضافت (إن الشعب الفلسطيني قام بانتخابات ديمقراطية غير ان حكومة حماس لم تحترم التعهدات). وأوضحت رايس أن واشنطن بصدد وضع آلية دولية لدعم الفلسطينيين, وقالت: (نحن نبذل جهدا كبيرا لمساعدة الشعب الفلسطيني).
ومدحت رايس الرئيس محمود عباس ودوره القيادي، مشيرة الى أن واشنطن لا زالت ملتزمة بعملية السلام وبإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل.
وقالت: إنها اطلعت الرئيس عباس على اجتماعاتها مع وزراء خارجية الدول الخليجية بالإضافة لمصر والأردن، والذين تطرقوا خلاله حول كيفية دعم الرئيس عباس والسلطة وخلق الظروف التي تسمح للفلسطينيين بأن يكون لديهم حكومة تخدمهم وقادرة على تلبية احتياجاتهم وتحترم مبادئ الرباعية. وفي تصريح هو الأكثر وضوحا قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه ظهر أمس الأربعاء، بوزير الخارجية البحريني خالد بن حمد آل خليفة، في مقر المقاطعة بمدينة رام الله: إننا جادون في العودة لبناء حكومة فلسطينية جديدة وسنرى كيف يمكن التعامل مع الواقع خلال أسبوعين. مضيفا: أن كل الأبواب ستبقى مفتوحة لكل الاحتمالات. وحدد الرئيس عباس مدة أسبوعين يجري خلالها محاولات تجاوز الأزمة الحكومية الحالية التي تعصف بالأراضي الفلسطينية ملمحا إلى انه سيستخدم صلاحياته التي منحها إياه الدستور في الوقت المناسب. وتعتبر هذه التصريحات هي الأوضح للرئيس الفلسطيني حول اقالة الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس أو حل المجلس التشريعي منذ تشكيل الحكومة قبل سبعة اشهر. وأشار الرئيس عباس إلى أن الحوار حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية متوقف منذ نقض الاتفاق من قبل حماس يوم11-9 وتابع القول: إن الحوار حول تشكيل حكومة وحدة وطنية متوقف وغير موجود، حيث كان هناك اتفاق في 11-9 وتم نقض الاتفاق، مضيفا: (لقد قلتها بصراحة ان الاتفاق انتهى وأننا نعود لنقطة الصفر ومنها سننطلق من جديد). وأضاف الرئيس: (نعلم أنه من الضروري المسارعة للوصول إلى حل للأزمة الحالية ونتمنى أن يتم ذلك بسرعة.. وحول موضوع تشكيل حكومة تكنوقراط، قال الرئيس: لكل مواطن فلسطيني الحق في إبداء رأيه وطرح الأفكار التي يراها مناسبة، وموضوع حكومة التكنوقراط مطروح ومن قبل العديد من الفصائل والقوى الفلسطينية.من جهته نفى وزير الخارجية البحريني خالد بن حمد آل خليفة، الذي تعتبر زيارته هذه الأولى إلى فلسطين، أن تكون هناك وساطة بحرينية للتدخل في موضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، قائلاً :(إن هناك حكومة وهناك حوار وهناك رئيس نحن نؤمن بقدراته لقيادة الشعب إلى الطريق الصحيح).
وقال آل خليفة: لقد بيّنا لوزيرة الخارجية الامريكية خلال جولتها أن مسألة دعم القيادة الفلسطينية لا تقع على عاتق الدول العربية وحدها، وإنما على عاتق الجميع ومنهم الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفا: لقد كانت رسالة واضحة وهذا ما نقلناه للرئيس عباس.