| |
وسِّع صدرك علي الخزيم
|
|
إذا وجدتُ في نفسي ضيقاً وتبرُّماً من تتابع الأيام المزحومة بالعمل، يضاف إليها معايشة الزحام المروري مجبراً بحكم التنقُّل عبر شوارع لا بدّ من المرور بها يومياً .. ألجأ حينها لتهدئة النفس وترضيتها بعدّة وسائل من أفضلها لديَّ وأيْسرها متناولاً وأسرعها علاجاً ومفعولاً، البدء أولاً بالاتصال بصديق أو قريب تطرب النفس لمحادثته وتجلو عباراته الأخوية النقية صدأ النفس وكلل الفؤاد، وتوتُّر الأعصاب المؤقّت، ذلكم أنّ محادثة الرجال بتلك الصفات أمتع من ألذ فواكه الدنيا، فإن لم أتمكن من هذه الأولوية، فإنّ في حوزتي كتيِّبات تحوي قصصاً ظريفة ونوادر وأشعاراً لطيفة أعيد قراءتها وأوحي للنفس وكأنِّي أقرؤها لأول مرة وأحلِّق معها في معانٍ جديدة وأفكار مفيدة، وإذا قالت النفس كفى قصصاً وشعراً، توجَّهت للتلفاز بحثاً عن أبطال الكرتون ممن يملؤون الشاشة حراكاً شقياً يسلب لبَّ الطفل حتى وإن كان بمثل سني، ففي بعض حلقات الرسوم المتحركة إبداعٌ يحرِّك ملكات الطفل ويروي ظمأ الشقاوة والخيال المجنح، خاصة تلك التي تتضمَّن مواقف ضاحكة، وفواصل مرحة، ومقالب لطيفة غير مؤذية تنمِّي عقلية الصغير ولا تدعوه للشر والعدوانية .. ويزيدني متعة إذا شاركتني بالمشاهدة صغيرتي التي لا تقلُّ عني ولعاً بمتابعة بديع ولطيف هذه الرسوم. إذاً فالمسألة ليست بالتعقيد الذي يصفه البعض، فالحلول بأيدينا وكلٌ حُرٌّ في اختياره حسب ميوله وهواياته، المهم أن يجد الحل ويجرِّبه لعلاج الكآبة المؤقَّتة متى ما حَلَّت، وسيجد أنّه يعود لعمله وكأنّه يبدأ نشاطاً جديداً محبّباً.
|
|
|
| |
|