| |
لما هو آتً الوجه الآخر... د. خيرية إبراهيم السقاف
|
|
خالد المالك التقط في مقالته بالأمس في الصفحة الأخيرة صوراً لأوجه أخرى للإنسان: من ينفذ من نافذة جاهه ومن تحت سطوة ماله.. ومن بين يدي سلطته ليهيمن أو يسحق أو يتعالى... وتلك لعمري نماذج تتحرك بيننا بأسرع مما تتحرك الريح وتفعل ما تفعله في يوم عاصف... أرد هذه النماذج إلى عاملين: الأول: ضعف الإيمان؛ لأن الإيمان مدار السلوك ومناط الخلق، وهما الرحى التي تفرز طحين العلاقات ولونها وهيئتها وقوامها... وثانيها: حداثة نعمة الجاه أو المال أو السلطة... إذ كلما حدثت النعمة بهرت من لا قوام له على دين مصدر التنشئة وقوام الخلق فسبيل السلوك.... مقالة الأخ خالد المالك كانت المحرض لمفتاح الذاكرة لتحصي بسرعة تلك النماذج التي تنتشر في كل مكان، وبدل أن تمنح البهجة تنشئ الكدر، فلا يحل الاطمئنان وإنما ينزل بالنفس القلق على نسيج المجتمع في ضوء انتشار هذه النماذج وبكثرة: - المنافق الذي يلهث بلا هوادة وتنتهي عنده كل قيم الكرامة والصدق. - الأناني الذي لا ينظر إلا من مثقاب ذاته فتضيع عنده ومعه كثير من مبادئ ومن حقوق. - الوصولي الذي تنتهي عنده حاجة الآخرين ولا تبدأ إلا حاجته. - الفضولي الذي لا تستر عنده حاجات الناس في سبيل أن يكون على بينة بتفاصيلها. - الراغب في ازدياد الذي يخطف اللقمة من فِيِّ أخيه والقطرة من كأس عطش. - المدعي الذي يحب أن يقول ما لا يفعل، ويسند إليه أفعال الآخرين الطيبة ويتبرأ مما فعل من سوء. - المؤثر نفسه الذي تتضخم لديه ذاته، فكأنه الوحيد الذي تعمر به الأرض. - السارق الذي لا ينام دون أن يكون رصيده قد امتلأ من كل شيء يسرق المال والموقف والصديق ويدع من سرقهم يركضون في ظلام عمله. - المقتِّر الذي إن أتيح له العطاء فلا يعطي على قدر حاجة الآخر، بل على قدر استطاعته المكبلة بالبخل. - الكذوب الذي إن حدثك بالغ، وإن صارحك لم يصدقك، وإن واجهك لون لسانه وزخرف قوله. - الحسود الذي يتسلق على رخو، وينفذ لصدور الجهلة ولا يرتاح إلا حين يُبكي الآخرين؛ يقبع لك في كل منفذ ويصد عنك كل خير. و و و نماذج لا تعد ولا تحصى في مجالات الحياة الاجتماعية كلها تجدهم في العمل التربوي بمثل ما هم في الإعلامي بمثل ما يكونون في طريقك لا يصعب عليك أن تلقاهم ولا تعجز بصيرتك عن رؤيتهم، لكنك لا تملك أن تتجاهلهم من حيث لا يمكنك القضاء عليهم.. إنهم عجين يتداخل في النسيج الأساس وخيوط تربط منظومة التواصل البشري من حولك.. شكراً خالد المالك أن فتحت بمقالتك أوراق الواقع وسجلت معك جزءاً من سطوره هنا.
|
|
|
| |
|