| |
تحركات السلام الجديدة
|
|
يبدو أن السلام في الشرق الأوسط يكتسب زخماً جديداً مع الجولة الحالية لوزيرة الخارجية الأمريكية، وهي جولة تأتي في سياق زيارات عدة قامت بها الوزيرة رايس لذات الغرض، وتحمل نظرة متكاملة شاملة للصراعات في المنطقة، حيث تتم المعالجات وفقاً لهذه النظرة مع تعويل الولايات المتحدة الأمريكية على جهود الدول الفاعلة في المنطقة لإحراز تقدم باتجاه التسوية في كل من فلسطين والعراق، إضافة إلى الملف النووي الإيراني والأوضاع في لبنان.. ومن الواضح أيضاً أن أي جهد باتجاه التسوية في فلسطين سيكون أكثر فاعلية إذا ألقت الولايات المتحدة بثقلها السياسي وراءه وبالطريقة التي تضمن نوعاً من الضغوط على إسرائيل باعتبار أنها المعوق الأكبر للسلام في المنطقة. فآليات السلام حالياً تتركز على خارطة الطريق والمبادرة العربية للسلام، وتلقى المبادرتان قبولاً من قبل الطرف العربي الفلسطيني للتعامل معهما، ومن ثم يتعين من أجل التقدم خطوات إلى الأمام الحصول على تجاوب إسرائيلي، وهذا أمر ضروري من دونه لا يمكن تبين أي أثر للسلام.. كما أن من الضروري والمهم للغاية أن تتوافر أرضية صالحة من أجل أن تتفاعل عليها جهود وتحركات التسوية، ومن الواضح في الظرف الحالي أن الروح العدوانية الإسرائيلية تسيطر على كامل المشهد، وأن الاعتداءات اليومية من قبل إسرائيل جواً وأرضاً على الشعب الفلسطيني لا توفر هذه الأجواء المنشودة.. وسيكون من المناسب أن تتركز جهود الوزيرة الأمريكية في جانب كبير منها على حمل إسرائيل على التجاوب مع هذه الرغبة العربية القوية في السلام، وإلا فإن إعفاء إسرائيل من مسؤولياتها الأساسية في الملف سيبقي الأمور على حالها، وهذا أمر له إفرازات عدة سلبية ليس على السلام في فلسطين فقط بل في أنحاء المنطقة كلها، وكانت هناك إشارة واضحة من سمو وزير الخارجية أمس خلال مؤتمره الصحفي مع كوندوليزا رايس إلى الأولوية التي تتخذها القضية الفلسطينية، إذ قال سمو الأمير سعود الفيصل: من دون شك أن ما تشهده المنطقة في مجملها من أزمات متعاقبة إضافة إلى ما تعانيه من ظاهرة الإرهاب تعد أحد أسباب تداعيات وانعكاسات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي أسهمت بشكل كبير في التأثير على الأمن والسلم في المنطقة. وعليه فإن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيكون له أثره الإيجابي في حل مجمل الأزمات في المنطقة سواء في لبنان أو العراق أو غيرها.. مثل هذا الكلام الذي يصدر عن المملكة بما لديها من ثقل عربي وإسلامي وإقليمي وحضور دولي مرموق ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار في السعي المستمر للتسوية في المنطقة، بل تجاه كل التسويات في المنطقة إذا نظرنا بدقة إلى المعاني المتضمنة في تصريحات سمو وزير الخارجية التي تشير في مجملها إلى مركزية القضية الفلسطينية، وهذا الرأي مأخوذ به بشكل كبير في المنطقة ويشكل قناعة لدى قادة دولها.
|
|
|
| |
|