| |
نهارات أخرى مسلسل (معلمات تحت الكفرات)!! فاطمة العتيبي
|
|
** ما زال مسلسل (معلمات تحت الكفرات) يلاقي نجاحاً باهراً ويتم عرضه حياً مباشراً من طرقات عديدة.. في الجنوب وفي الشمال.. وفي الشرق والغرب.. من جزيرة دارين إلى قفار القويعية، ومن منخفضات جازان إلى استوائية الشماسية في القصيم.. مسلسل أسري تختلط فيه التراجيديا بالكوميديا بالفنتازيا.. بطلاته مجموعات من النساء، ولأول مرة يظهرن على الشاشة ويختفين.. يحصدن النجومية على عملهن المجهد في المسلسل بعد رحيلهن فيصبحن نجمات للمانشيتات الصحفية ولتبادل التعازي بين أصحاب البشوت ومديري العموم..ويكنّ مادة دسمة لبرامج التلفزيون.. لكنهن راحلات.. ذاهبات.. تاركات المتفرجين يبكون بحسرة رحيل نجمات في عزّ تألقهن في أداء أدوارهن.. وخصوصاً أنهن نجمات جريئات.. ينفذن الدور بجسارة وقوة وشجاعة تكسر القوالب النسوية الجاهزة التي تدّعي عجز المرأة أو ضعف المرأة.هل سمعتم في أمريكا أو أوروبا أو حتى في بلاد الشرق الأقصى عن نسوة يخرجن في ظلام الليل وقبيل الفجر.. يخترقن البراري والقفار وهن معزولات بلا أسلحة ولا سيارة مصفحة ولا حتى يملكن سلاحاً أبيض.. كل ما يملكن أحلامهن ولثغات أطفالهن.. وأمنيات بتوالي الشهور وجمع الرواتب والخروج من مأزق الغلق والفراغ الذي يحاصر نسوة البيوت!. ** يخرجن في ظلام الليل.. يخترقن الطرقات الملتوية كالأفاعي.. وفي كل مرة تتجرأ الطرقات وتقترب من أجسادهن.. حتى تلدغهن اللدغة القاتلة.. فيعلو التصفيق.. وتضيء الدنيا بنجمات يمثلن أدوارهن بإتقان لا يستعن (بالدوبلير) ولا يرضين أن يتنازلن عن القمة.. ** مجموعات من النساء ومعهن رجل واحد.. حين تقترب الكاميرا أكثر من وجهه سيجده المشاهدون.. رجلاً مكافحاً.. تخنقه الحياة.. فيخرج إلى مركبة المعلمات يقودها في الفضاء.. تارة يتوقف الأكسجين عن رأسه.. تخنقه الأبخرة السامة في الدنيا حوله، وزوجته وأطفاله يتباكون العوز والأقساط المتراكمة. وتارة تجده شاباً محبطاً.. يعاني من البطالة المزمنة والفقر المزمن، وحين يأخذ المخرج (زووم) على السيارة.. تنتهي الحلقة الأولى ويبدأ المشاهدون بتخمين النهاية. ** مسلسل (معلمات تحت الكفرات).. لا ينتهي وليس له مواعيد محددة.. إنه يأتي حياً مباشراً من الطرقات.. يترصده ويعمل فيه فريق عمل يعمل بإخلاص ليل نهار من أجل أن يقدم هذا المسلسل الذي ينافس المسلسلات المكسيكية طولاً وغرابة في الأحداث.. ** بطلات العمل.. حين يرحلن.. يلوحن في النهاية.. ويشرن بأصابعهن إلى عدة جهات.. في كل مرة يخمن المشاهد أنه يعرفها جيداً، لكنه يكتشف أنه لم يعرف شيئاً حتى الآن!. ** والمسلسل ما زال العرض فيه مستمراً.. والبطلات نجمات بعد الرحيل.. يتركن الجرح مفتوحاً ويدعون لفتح ملف المرأة الشائك في مجتمعنا.. فهو المسؤول ولا شك؛ ففيه أوراق كثيرة بحاجة إلى جرأة وأمانة وقوة في التغيير والتبديل.. وكلنا مسؤول بطريقة أو بأخرى.. كلنا شركاء في إنتاج هذا المسلسل الدموي!!
fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|