| |
مستعجل المسلسلات الرمضانية عبد الرحمن بن سعد السماري
|
|
الذين تابعوا المسلسلات التي عُرضت في المحطات الفضائية العربية في رمضان الكريم.. كان لهم جملة من الملاحظات على هذه الأعمال: من حيث الأعداد والمضمون.. وآراؤهم بالطبع.. ليست آراء نقاد.. بل هي آراء وملاحظات حول محتوى وتوجهات ومعالجات هذه الأعمال. نحن في البداية.. نتفق.. على أن شهر رمضان الكريم.. شهر عبادة وصلاة وصيام وتراويح وقيام ليل وقراءة قرآن وتسبيح وذكر ودعاء واستغفار وتوبة وعودة إلى الله في رمضان.. علينا أن نستثمر كل لحظة وكل دقيقة وكل ثانية في هذا الموسم العظيم في طاعة الله.. وألا نضيعه هكذا سدى.. هذه النقطة.. يجب ألا نختلف عليها.. أو نحن لا نختلف عليها ولكن.. أعود وأقول.. إن الذين تابعوا هذه المسلسلات والتمثيليات والبرامج التي سُمَّيت برامج رمضانية.. أو أُعدت لرمضان لاحظوا عليها.. أنها تتحدث عن مجتمعنا (الخليجي أو تحكي صوراً عن واقع مجتمعنا الخليجي بشكل بعضه مغلوط.. وأن ما ورد فيها من القصص والمعالجات الدرامية والروايات.. كلها تحمل مبالغات وتشويهاً وتصويراً للمجتمع بشكل مغاير تماماً.. المجتمع الخليجي بشكل عام.. أو على الأصح.. الغالب فيه.. وغالب أفراده.. أو ربما كل أفراده متحابون متراحمون مترابطون عقلاء أنقياء.. بعيدون كل البعد عما دار في هذه المسلسلات. هذه المسلسلات.. صورت مجتمعنا الخليجي - وهي مسلسلات خليجية - على أنه مجتمع متفكك.. مجتمع نصب وكذب وغش وخداع وضياع أسري.. وفساد مجتمع يستشري فيه العقوق والفساد والجحود ونكران الجميل والانتهازية.. مجتمع كله حيل وتحايل ومؤامرات حتى مع أقرب الناس لك.. أبوك وأمك وإخوانك وأخواتك وأقاربك. مجتمعنا الخليجي.. ليس كما صورته هذه المسلسلات أبداً.. ويبدو.. أن كتابها ليس لديهم علاقة بالخليج وعادات وطباع وأخلاق وشهامة وتقاليد أهل الخليج. العمل الفني أو المسلسلات.. ينبغي أن تحكي الواقع.. ينبغي أن ينقل العمل الفني.. الواقع ويعالج ظواهر وقضايا شائعة.. وظواهر منتشرة مستشرية.. وما ورد في هذه المسلسلات لا يعكس ولا يحكي واقعنا.. ولا ينطلق من واقع.. وليس صورة لواقعنا أبداً. نحن لسنا غشاشين.. ولا دجالين.. ولا محتالين.. ولا نصابين.. ولا جاحدين للمعروف.. ولا نبيع آباءنا وأمهاتنا وإخواننا وأخواتنا من أجل (الفلوس). نحن لا تحركنا اللذائذ والشهوات وبهارج الدنيا.. نحن أناس لنا عاداتنا وتقاليدنا وديننا وأخلاقنا.. نحن ليس كما صورته هذه المسلسلات واقعنا.. مختلف تماماً.. وفوق ذلك.. فإن بعض هذه المسلسلات لا تصلح للمشاهدة العائلية.. بمعنى.. أنها لا تصلح لكل أفراد العائلة.. لأن فيها مشاهد غير منضبطة.. مثل مشاهد الحب ومشاهد وممارسات أخرى.. حينما يشاهدها الصغير والناشئ والشاب والفتاة.. يتصور أن المجتمع هكذا.. وأن هذا العمل دارج موجود ومنتشر وأنه شيء عادي. هذه المسلسلات.. تعلم صغارنا وشبابنا وفتياتنا أموراً وطباعاً وعادات وتصرفات نحن لا نقبلها ولا نُقرها وليست لنا بأي شكل. المشكلة الثالثة.. أن هناك (الكثير) مع الأسف.. يتابعون هذه المسلسلات بنهم.. ولا تفوتهم حلقة واحدة على الإطلاق.. بل يتحدثون عنها في مجالسهم وفي محادثاتهم وفي كل مكان.. وصارت جزءا منهم من حياتهم في رمضان.. شهر الطاعات والعبادة والعمل الصالح.
|
|
|
| |
|