| |
البوارح الحالة الإيمانية في رمضان د. دلال بنت مخلد الحربي
|
|
رمضان شهر عبادة وشهر مراجعة وحساب لما قدَّمه الإنسان، شهر يفترض أن يعود فيه كل فرد إلى داخله ليسترجع أفعاله، ليرى سلبياته وإيجابياته. كيف هو تعامله مع متطلبات الدين؟.. وهل يؤدي حقَّ الله كما أمر سبحانه وتعالى؟.. وما هي الأمور التي غفل عنها؟.. ثم كيف هو تعامله مع بني جنسه من البشر؟.. في هذا الشهر الكريم من المفروض أن نغذِّي روح الخير، ونقوِّي الجوانب الإيمانية، ونتوجه إلى الله سبحانه وتعالى نسأله الغفران والهداية. والمتطلبات في مثل هذه المسألة أن نتجنب كل ما يعكّر صفو الإيمان، وأن نمتنع عن السلبيات التي نمارسها، وأن نخطِّط لأنفسنا السير على نهج الدين الحنيف نلتزم بكل ما يصفّي أعماقنا من نزغات الشياطين، ونستفيد من فضائل الشهر لتكون منهاجاً وسلوكاً دائماً. والمؤسف أن الحالة الإيمانية كثيراً ما يشوبها ما يعكِّر صفوها من خلال ما ترسله القنوات الفضائية من أعمال لا طائل من ورائها. هدفها التسلية، وإضاعة الوقت، ولا تقدِّم ما يساعد على التهذيب والالتزام بالمبادئ الأخلاقية السامية التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف. إن الجري وراء نتاج القنوات من مسلسلات لا تقدِّم مفيداً أو نافعاً إلا فيما ندر يحتاج إلى رؤية شمولية من الهيئات والمؤسسات التي تقوم بإنتاج الأفلام والمسلسلات الرمضانية لتحاسب نفسها، وتعمل على أن يكون الشهر الكريم وقتاً لراحة النفوس وإدخال الطمأنينة إليها بالحث على عمل الخير والاقتداء بسلوك الصالحين والتوجه الصادق إلى الله سبحانه وتعالى. ليكن رمضان شهر نقاء وصفاء كما أراد الباري سبحانه وتعالى له من خلال العبادة لا شهر خمول وإضاعة للوقت في أشياء عبثية، وليكن الشهر انطلاقة نحو العمل المفيد للمجتمع والتلاحم والتكاتف والتراحم والتسامح، وتنقية النفوس من شوائبها وأدرانها.
|
|
|
| |
|