هاهم أولاء بعد خمسة وعشرين عاماً!! ما أدأب الزمن!
ما أوجع اللقاء الحميم!
ماذا لقيتم يا رفاقَ الضحى
في مشرق الآمالِ والمغربِ؟
هيّجتمُ في الروحِ نبضَ المنى
وعنفوانَ الزمن الطيبِ
فثار بي قلبي إلى بُرهة
ريّانةٍ بالأمل المعشبِ
ما زلتمُ في ناظري فتيةً
فلم أُرَعْ بالعارضِ الأشيبِ
تجوسُ في عينيّ أيامُكم
في غَمْرةِ الدرسِ وفي الملعبِ
أسمعكم خلفَ فِجاج المدى
أهزوجةً نهْريّةَ المنسَبِ
لا تمّحي أصداؤها، من له
أن يمحو الضوء عن الكوكب؟
طيفُ الزمانِ الغِرِّ يسري معي
ساير أشواقي ولم يتعَبِ
له على نجواي إطلالةٌ
ساحرةٌ كالحلُم الأعذبِ
أَمورُ في أطيابها والهاً
وأنهَرُ الأشواقَ: لا تغربي
والآن ينسلّ إلى ساعة
ناعمةٍ في حضنها يختبي
للشاطئ الغارق في صمته
حكايةٌ أدركها مركبي