تابعت مانشرته في الجزيرة الثقافية عن ثقافة الرقص وهو طرح يستفز لغتي، صدرت لي رواية اسمها(رقصة أم الغيث) عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وكان توقيعها في معرض الرياض الفائت ولربما تقرأ الرواة دلالات الرقص وهل هو أول ممارسة روحانية ورقصة أم الغيث التي نشأت في شمال الجزيرة العربية قبل ثمانين عاما.
وتقرأ الرواية دلالات الرقص نبت وتشكل في الصحراء والذي يستجدي المطر ومن ثم ينبت العشب يأتي (الرقص مع أم الغيث) في ثناياها كأول لغة عرفتها الصحراء، وأقول عن رقصة أم الغيث في الرواية: الرقص مع أم الغيث هو الأبجدية الأولى، لغة بوح تهطل من الروح فتطير إلى السماء، وحين تستجدي المطر في جدب الأرض فإنها تتحول إلى ممارسة دينية روحانية لكنها لاتشبه رقصة (سالومي) في الأناجيل.. هي رقصة تهز بجذع الغيم.. فيتساقط على الأرض عرس المطر.. رقصة أم الغيث تنبت الأرض وتثيرها.. وتثور عليها.. لذا يصبح الرقص توأم المطر مع أم الغيث.. وتتحول من هامش صغير في نص الصحراء العصي.. إلى متن يحيل الجدب إلى اخضرار، إن للرقص في الصحراء دلالات لا تنتهي عند سقف محدد إنها دلالات تنجب دلالات أخرى ويشير إلى أن رقصة أم الغيث التي كانت ترقصها النساء في شمال غرب المملكة قبل ستين سنة تستفز الصحراء وهي ممارسة متجاوزة في طقوس فرح واستجداء مبهجة ويقول: حينما ترقص أنثى في الصحراء فإنها تقرأ أبراج السماء وحين ترقص النساء مع أم الغيث في طلب المطر تصمت الأشياء الأخرى فهي تولد من أثداء الغيم هي لا تعشق إلا المطر ويسكنها العشب ولا يرحل من عينيها وكل قحط يأتي تجدب الأرض وتنطفئ أجفان النساء إلا أم الغيث لا تنطفئ، وجهها يستفز كل مفردات الصحراء، يستفز الغيم، فيهطل سائغا يفتش عن عذوبته بين أصابعها.. إنها تخرج من أصابع النساء، أرقصي حيث شئت سيصلنا غيثك..
عبدالرحمن العكيمي