روح:
هناك أناس مولودون بروح واثقة من النصر, قيل لي إنهم عاشوا في الغابات والمدن, قيل لي إنهم ولدوا عند نهر, وفور ولادتهم التقطوا عشبة مجهولة وأكلوها فماتت قلوبهم فيمموا وجوههم شطر الحياة, هؤلاء لا يحسون كما يحس الآخرون بل إنهم كمن يبحث عن سنبلة في بطن الصحراء، لا شيء يثنيهم عن نيل مرادهم، لا أحد.. إلا أنهم يتمتعون بقتل القلوب الحية.. هواية ما أبشعها.. يعيشون بتراتبية لا تفكر بالآخر، وفي النهار الذي يغيب متلهفا يكتبون على جبينهم أنهم أشقياء..!!
قلب:
قلبي مثل طفل بريء يحب اللعب, لا يجيد الكذب المرتب مسبقا, ولا يحتفظ برسائل العداء.. قلبي من الأعمال التي لا تُشرح، وعندما يقف على حقيقة الأشياء في الحياة تنبعث الطمأنينة فيه؛ فهو لا يتقن لغة الزمن الحديث، ولكنه يأمل بمسودة الجينيوم البشري لكولينز وفينتشر لمعرفة كنهه ولفك لغز الإرادة الحرة فيه, فجيناتنا هي نوافذ تطل على الماضي, فأنا أرغب أن أعرف ما هو رقم كروموزوم قلبي الطفل.
شوق:
لدي شوق وحشي لاكتشاف العالم، وأرى الحياة تنظر إليّ وكأنها عيون عديدة ناعسة أضناها السهر.. شبيهة بالرضا, تفصح عن ضمير الكون كأسجوعة من حنان, وكابتسامة تجري كأنها نهر متدفق.. لتتورد وجنة الأرض والورود, أتحدث للأرض بمودة عن إيقاع البحر الذي لا ينقطع.. وسكوته الصاخب.. عن ابتساماتي التي لا أحد يوقفها.. عن شخص أحببته بحذر ولطف وسعادة, ورياح توشك أن تسكن.. عن حروفي المهاجرة مني إليّ, عن غيمة تطل علي من شرفة السماء لها ثلاثة قلوب, وتساومني على إعطائي قلب آخر.. وكأنها تقول لي: إذا هبت رياحك فاغتنمها.. فإن لكل عاصفة سكونا.
تقول زينب: غالبا لا تعدل معنا روح الحياة، ولكنها تنقشنا بقلبها كالوشم، وتحتفظ لنا بشوق بارد كالثلج.
تقول زينب: تعلم بأن قلبي ما زال نيئا دافئا.. ولكنه معكر قليلا بحماقات البشر.
مدونتي باندورا
http://zienab.wordpress.comالرياض