أصر كثير من قراءِ «المعجم» على أن آتي لهم بأنَّ المُضمرة على سبيل: الجواز بعد الذي كان مني في الإيتان/ بأنَّ/ المضمرة وجوباً:

وترحيباً بذلك وأنا في حال (سفر) وقد ناولتني (الجزيرة) عدداً كبيراً من الرسائل بجانب البريد الخاص بأن أجيب عن هذا فإنني.. هنا.. أبين أنَّ (أنَّ) لها ثلاث حالات:

الأولى أن تكن ظاهرة نحو: (يسرني أن تصدق).

الثانية أن تكون مضمرة: وجوباً.

الثالثة أن تكون مضمرة: جوازاً.

وقبل البدء بذلك، والسفر شاق والكتب معدومة أبين أن علم: اللغة والنحو وعلم الحديث كل ذلك موهبة ربانية فلا ينفع في ذلك كثرة القراءة وممارسة الكتابة ما لم يكن هناك استعداد أصلي لهذه: (العلوم الثلاثة) والقراءة والممارسة يفيدان اكتساباً ليس إلا لكن ليس إلا المشتكى إلى الله تعالى.

أعود فأقول إن الإعلام من مهام صقل اللغة وعدم نشر مالم يكن متقناً أصلاً ومبنياً على أسس وقواعد حري بها أن تسود اللغة بسبب ذلك، وإلا فتضيع اللغة وتسود اللجهات،. ومع مر الزمن تندثر إلا أن يشاء الله تعالى.

وكما دخلت الأحاديث الباطلة والضعيفة وما لا أصل لها وأحاديث البدع دخلت في الآثار وكتب التاريخ والسير والروايات كذلك روايات أشد نكارة وبطلاناً كما في: (الأغاني) و(العقد الفريد) و(مروج الذهب) و(نهج البلاغة) و(إحياء علوم الدين) و(البيان والتبيين) و(حياة محمد).. إلخ.. (ومن حفظ حجة على من لم يحفظ).

والمراد / قارئ العزيز/ التنبه كثيراً والوعي المستقيم لحال مثل هذه الحال؛ أما (أن) المضمرة جوازاً فهي:

1- تكون في نحو: (أتيت لأن أشهد) وإنما يكون ذلك إذا جاءت أنَّ بعد لام الجر ولا يجوز في هذه الحال أن تقع بعدها: (لا النافية)، نحو: (أتيت لأشهد) كما سلف،. فهنا المراد (أتيتُ لأن أشهد) فيجوز الحزن والذكر معاً،.

وعنَّ لي والله تعالى أعلم أن الذكر ذكر/ أن/ أقوى لظهور آكدية الشهادة، وهذا لعله يُدرك من خلال: (تذوق الألفاظ) وتدركه السَّليقةُ.

2- وتحذف.. أنَّ.. جوازاً إذا جاءت بعد: الفاء، أو: الواو، أو: أو وهذه من: (حروف العطف) لكن يلزم أن تدرك (أيها القارئ) (الفطن) أن المعطوف عليه اسم خالص من مراد الفعل مثله مثل: المصدر تماماً، ومثل هذا يحتاج إلى بسط،. لكن السَّفر وزحمة الأعمال القضائية والعلمية والنفسية كل هذا يجعلني أبسط ذلك في (المعجم) عند الإياب (بحوله تعالى ومنته)،..

وآتي الآن على الأمثلة بعد حروف العطف الآنفة:

1- فمثل: الفاء (بذلك لتسود بنية صالحة أجلَّ من اتكاليتك).

2- ومثل: الواو (قراءةٌ وتدبر أفضل من مجرد نقل وسوء خلق).

3- ومثل: أو (أملي وعيك في الحياة أو الشعور بالمسؤولية).

ولا نكير فالأمثلة متوافرة توافر كثرة (مطبات ورعونة الطريق ما بين (الحوميات حتى الطائف)،(ولا ينبئك مثل خبير)،.

هذا جُلّّ ما يحضرني الآن وما لا يدرك كله لا يترك جله،.

لكن لي رغبة كبيرة في المعينين عن العلم وسبل منتشرة والأدب والنقد وعموم الثقافة وسبل النشر لهذه المعارف لي رغبة جليلة أن يفطن إلى اللغة فطنة دائمة واعية مطردة قائمة أبداً حتى تستقيم الطريقة، ويفطن العقل لا القَّلب إلى ضرورة الحاجة الملحة إلى مسؤولية جبارة تجاهها على ناهض لا يهدأ حتى تكون لغة: الكتابة/ والكلام/ والعناوين/ والإعلانات/ وأسماء الدعايات التجارية/ عربية قحة لا تشوبها شائبة، والبدء من ميل واحد يوصل صاحبة إلى المليون ميل،.