الثقافية - عطية الخبراني
أكد الكاتب والأديب أحمد السيد عطيف أنه بالجمعيات العمومية أو بدونها ستظل الانتخابات في الأندية الأدبية غير ذات جدوى، وبالانتخابات وبدونها ستبقى الأندية الأدبية أداة يطوعها من يشاء إلى حيث يشاء سواء كان منتخَبَاً أم معيَّناً. ويستهل السيد حديثه قائلاً: إن فكرة الانتخابات فكرة ممتازة وحضارية وكلنا معها، لكن حين تكتمل شروطها. ويستدل السيد في معرض حديثه بما ذكره الكاتب أحمد العيسى في كتابه «إصلاح التعليم في السعودية» حين قال: إن أحد أهم أسباب مشاكل تعليمنا هو أن الدولة توكل إلى لجنة ما مسألة صياغة أهداف التعليم وسياساته، ولأن الدولة لا تضع استراتيجيتها الملزمة للجنة فإن أعضاء اللجنة يختلفون بين أكثر من تيار، كل يريد شد المناهج إليه، وترفع توصياتها فتأخذ الدولة بالوسط بين الاختلاف بما يتطلبه ذلك من تمطيط الألفاظ لتحتمل الجميع، لكن في بعض الأمور لا ينفع الأخذ بالوسط. ويضيف أنه في الأندية الأدبية يجب أن تضع الدولة استراتيجيتها لتكون ملزمة لأي فريق يصل إلى إدارة المجلس انتخاباً أو تعييناً، وإلا فإن أي مجلس يمكنه سحب النادي إلى اتجاه هو يختاره.
ويتابع السيد: لا بد من الاعتراف أن لدينا وضعاً شاذاً وغريباً هو فصل جمعيات الثقافة والفنون عن الأندية الأدبية مع أن أنشطتهما متقاربة، معتبراً في ذات الوقت أن قطار الثقافة لا يمكن أن يتحرك بدون الربط بين عرباته؛ فمثلما أن الشعر ثقافة فكذلك الرسم والموسيقى والتصوير، والغريب أن يتصور أحد أن إدخال الموسيقى والرسم إلى النادي سيجرح وقار الثقافة!!
وحول دمج الأندية بجمعيات الثقافة يقول: لم يعد هناك أي معنى لبقاء المؤسستين منفصلتين، يجب دمجهما في مسمى واحد، ووضع استراتيجية واضحة لا تسمح بالخروج عنها أو الاستفراد ببعضها وإهمال بعضها الآخر. ثم بعدها سيكون للانتخابات معنى وأثر. فأي فريق منتخب أو معين سيكون ملزماً بتنفيذ مفردات الثقافة كلها حتى لو خالفت توجهه ورغباته، وسيمكن محاسبته بناء على قدر التزامه بالاستراتيجة، أما بقاؤهما هكذا فالأفضل منه إغلاقهما، والثقافة ستخدم نفسها دون الحاجة لا للنادي ولا للجمعية ولا للانتخابات.